(أخبار اليوم – صفوت الحنيني)
قال الوزير الأسبق بسام حدادين إنّ العمل الحزبي في الأردن لا يمتلك بعد المؤهلات الكافية التي تمكّنه من الانطلاق وممارسة دوره الحقيقي باستقلالية وشفافية وديمقراطية، مشيرًا إلى أنّ البيئة الحزبية ما زالت غير حاضنة، وتعاني من مضايقات تحدّ من قدرتها على العمل بحرية.
وأوضح حدادين أنّ السلطات ما زالت تضع سقوفًا محددة أمام الأحزاب في ما يمكنها أن تطرحه أو تتحرك ضمنه، ما يجعل العديد منها لا يتجاوز كونه ديكورًا سياسيًا يملأ المشهد دون تأثير فعلي في صناعة القرار.
وأضاف أنّ الأحزاب اليسارية تحديدًا تعيش حالة من الانقسام والتراجع، فبعضها ما زال أسيرًا للمدرسة الأيديولوجية التقليدية، فيما حاول البعض الآخر أن يتجه نحو التيار الديمقراطي الاجتماعي، إلا أنّ هذا الاتجاه – بحسب حدادين – تعرّض للاختراق من تيار باسم عوض الله، الذي أفرغه من مضمونه الحقيقي، بدعمٍ من بعض أوساط البيروقراطية الأردنية.
وبيّن حدادين أنّ هذه الممارسات تعكس واقعًا سياسيًا ما زالت فيه الطبقة الحاكمة لا تؤمن بالعمل الحزبي كخيار إصلاحي، ولا بالديمقراطية البرلمانية المتطورة، الأمر الذي يعيق قدرة الدولة على التحديث وتجديد الحياة السياسية، ويحرم المجتمع من إطلاق طاقاته وكفاءاته لتقود عملية بناء دولة عصرية قائمة على المواطنة والمساواة وتكافؤ الفرص.
وختم حدادين بالقول إنّ المشهد السياسي الأردني بحاجة إلى إرادة سياسية حقيقية تعيد الاعتبار للأحزاب كأداة وطنية للتغيير، لا كواجهة شكلية في الصورة العامة، معتبرًا أن استمرار النهج الحالي يفرغ التجربة الحزبية من معناها ويؤخر مشروع الدولة الحديثة.