عملت في لواء الشوبك معلماً في قرى بير أبو العلق وبير الدباغات والشمّاخ خلال الأعوام 1966- 1968.
لم أكن غضّا، فقد عملت في العطل المدرسية خلال المرحلة الثانوية، في الكسارات ومعامل دك الطوب ورصف الطريق النافذ بين المفرق والمنشية !!
جئت إلى الشوبك في تلك البواكير من حياة بلادنا، حيث تفتح الدولة مدارس، وتقدم معلمًا أو معلمة للقرى التي توفر 10 طلاب،
وحيث لا ونيس إلا راديو ترانززستور.
يوم الثلاثاء رعيت افتتاح مهرجان التفاح في لواء الشوبك، برفقة ابن عمي المحافظ الأسد خالد الحجاج محافظة معان، وابن الشوبك العالِم الدكتور سليمان علي البدور والمهندس عبد الله فريج مدير عام صندوق التنمية والتشغيل الأسبق، والمحامي الدكتور إبراهيم الطهاروة ورجل الأعمال جمال عبيد الذي سألني عن راتبي خلال تلك الفترة من الزمن الأردني الصلب المهيب، فدهش عندما علم انه كان 18 دينارًا و 20 قرشًا !!
تميزت الشوبك، بعد رجالها الشم النشامى، بتفاحها وسفرجلها الذي أقسم انه يصلح ان نحمله هدايا إلى الأصدقاء اللبنانيين أهل التفاح الشهي اللذيذ.
فجعني ان انتاج تفاح الشوبك الذي يتميز في العالم بشكله ومذاقه ورائحته، قد انخفض من 54000 طن في منتصف الثمانينيات إلى 5000 طن حاليًا !!
يجدر ان تقف الأردن كلها، أمام هذا الانجراف الفاحش في انتاج أجمل تفاح العالم، وان نعالج الأسباب ونسترد الصولجان !!
ومن الضروري ان تظل جملة الملك في افتتاح دورة مجلس الأمة تدق في الرؤوس وترن في الأسماع:
(نعم، الأردني حامي الحمى الذي فتح بابه فانتصر للضعيف، ولبَّى نداء المستغيث.
الأردني الذي تعلم فعلم، الذي زرع فأطعم، الذي تميز فرفع رؤوسنا بين الشعوب).
الأردني الذي انتج لنا تفاح الشوبك الفواح، لماذا يخسر معركته الظافرة الآن ؟!!
ربما يجب ان يتحول لواء الشوبك الى إقليم تنموي زراعي خاص، على غرار سلطة العقبة التي أصبحت منطقة اقتصادية تنموية خاصة، وإقليم البترا التنموي السياحي !!
تحتاج الشوبك إلى زيارة عاجلة من دولة الرئيس جعفر حسان، والأمل بالله !!