كاميرا للشارع وكاميرات للبيوت

mainThumb
كاميرا للشارع وكاميرات للبيوت

03-11-2025 10:17 AM

printIcon


م. خالد ابو النورس البشابشة
نتابع يوميا اعلان هنا او هناك حول تركيب كاميرات لمتابعة مخالفات السير في المدن والقرى وهذه خطوة تحسب للحكومة لتعزيز السلامة المرورية وكشف الوقائع بالحجج المبيّنة والصورة، وانني اذ أثمن مثل هذه الجهود لحماية الأرواح التي تزهق على الطرق وحماية للأموال التي يتكبدها المواطن جراء تلك الحوادث.
هذه الكاميرات حديثة جداً وتحاكي الذكاء الاصطناعي بحيث تسجل كل حركة للمواطن وكل دوران لعجلات سيارته في كل زمان ومكان.
بعيداً عن الجباية وما ستتحصل عليها البلديات جراء العائد الكبير للمخالفات في كل منطقة واستخدامها اما بسداد ديونها او تغطية رواتب موظفيها او تعبيد شوارعها، الا اننا نتمنى على حكومتنا الرشيدة تحويل عدسات هذه الكاميرات الى بيوت الأردنيين، لمعرفة حجم البطالة والفقر والديون التي تترتب على الاسر لصناديق المرأة والتمويل السريع الذي لا يحتاج الا الى هوية أحوال مدنية ما وصل بهم الحال الى مطالبة البحث الجنائي والتنفيذ القضائي لنسائنا وبناتنا،
لو يتم تسليط عدساتكم لمعاناة الإباء ومرارة الأمهات لتامين لقيمات عيش تحفظ بها كرامة أبنائهم، لو تراقب تكاليف الدراسة لأبنائهم في الجامعات التي أصبحت حلم كل شاب وشابه ويأتي مسؤول يقول "اقتباس" من يجلس اليوم على مقاعد الدرس يحتاج الة "73" سنة للحصول على وظيفة حكومية بسبب المخزون ويطالبهم بالحث عن فرص وظيفية خارج إطار الحكومة ومسؤول اخر يطالب بتأمين هجرة الكفاءات الأردنية وجلالة الملك ينادي في كل محفل برعاية الشباب وتمكينهم ورعايتهم ونحن نسمع كل يوم بحاضنة ابتكار هنا وحاضنة هناك وهي على ما يبدو فارغة من المبتكرين ولا تخدم الا القائمين عليها.
هل راقبتم عزوف الشباب عن الزواج بكميراتكم، وهل احصيتم حالات الطلاق ودرستم أسبابها، هل تستطيعوا الذهاب الى البنوك لمعرفة المتعثرين واعدادهم جراء الركود الاقتصادي في الأسواق المحلية على الأقل والفوائد التي تتغير كل فترة كسيف مسلط على رقاب الاردنيين،
هل هناك كاميرات مراقبة للمراكز الصحية والمستشفيات التي تنفذ من خزائنها الادوية سواء للأمراض المزمنة او حتى مرضى السرطان في مستشفى الملك عبدالله ومركز الحسين، هل تراقبون الشباب التائه الذي لا حول له ولا قوة له الا بتعاطي المخدرات وتناول المشروبات والقيام بالسرقات لملىء فراغهم الذي اوصلهم الى سلوك طرق النصب والاحتيال والقتل أحيانا.
فمثلما تعبدون الشوارع وتأخذون بدلاً مالياً للمرور عليها كطريق الحرانة فمن الأولى ان تعبدوا الفرص للشباب والشابات بالتوظيف والتمكين والرعاية وخذوا منهم ما شئتم.
المطالب كثيرة وكبيرة ولكن اختصرها بوضع كاميرا لمراقبة الطرق بالتوازي مع كاميرات مراقبة البيوت.