زهران ممداني عمدة نيويورك .. وشبابنا ما زالوا يبحثون عن عمل في وطنهم

mainThumb
زهران ممداني عمدة نيويورك.. وشبابنا ما زالوا يبحثون عن عمل في وطنهم

05-11-2025 01:13 PM

printIcon

أخبار اليوم - دعا النائب السابق الدكتور عساف الشوبكي إلى إعادة النظر في شكل الحياة السياسية في الأردن، مؤكدًا أن الديمقراطية لا يمكن أن تنجح ما لم تُبْنَ على أرضية نظيفة خالية من الفساد الإداري والمالي.

وقال الشوبكي في مقال نشره عبر صفحاته الرسمية إن ما جرى في انتخابات نيويورك الأخيرة، التي شهدت مشاركة قياسية هي الأعلى منذ أكثر من نصف قرن، يجب أن يشكّل درسًا في معنى النزاهة والعدالة الانتخابية، حيث فاز الشاب المسلم زهران ممداني البالغ من العمر 34 عامًا، بمنصب عمدة نيويورك، رغم أنه حصل على الجنسية الأمريكية قبل سبع سنوات فقط، معتبرًا فوزه دليلاً على نزاهة الانتخابات في الدول الديمقراطية الحقيقية.

وأضاف أن المقارنة مؤلمة عندما يرى المواطن الأردني أن الشباب في بلده، رغم الكفاءة والعلم، ما زالوا يعانون من البطالة والتهميش، في حين تُفتح المناصب العليا لأبناء المتنفذين، ويُقصى أصحاب الكفاءة عن فرص العمل بسبب المحسوبية وغياب العدالة في التعيينات.

وأكد الشوبكي أن الإصلاح الحقيقي يبدأ من تطهير المؤسسات من الفساد، واقترح تعيين مجلس وطني استشاري من كفاءات أردنية محدودة العدد للقيام بالدور التشريعي، وحل مجلسي الأعيان والنواب لتوفير النفقات العامة، إلى جانب دمج الهيئات المستقلة ضمن الوزارات وتطبيق قانون "من أين لك هذا؟" على الجميع دون استثناء.

وختم الشوبكي بالقول إن بناء دولة حديثة قوية يتطلب إرادة سياسية صادقة، وقضاءً نزيهًا، وحكومة تمتلك الشجاعة لتستعيد الثروات الوطنية وتستثمرها لصالح الشعب، وتضع حدًا نهائيًا لمشكلتي الفقر والبطالة.

المقال الكامل للدكتور عساف الشوبكي:

الفرق بيننا وبينهم
في مشاركة قياسية في انتخابات نيويورك هي الأعلى منذ أكثر من نصف قرن،
فاز زهران ممداني شاب مسلم عمره (34 عامًا) من الحزب الديمقراطي، حصل على الجنسية الأمريكية قبل سبع سنين فقط، فاز بمنصب عمدة نيويورك كأول عمدة مسلم للمدينة.

وزهران هذا مؤيد للحق الفلسطيني ووصف العدوان على غزة بأنه إبادة جماعية.

في بلدنا، الشاب الذي بعمر زهران وأكبر منه، لكنه من (عامة الشعب)، ما زال خريجًا متعطلًا عن العمل، وهو ومئات الآلاف من الشباب من #قدامى_الخريجين الذين ما تركوا بابًا إلا ودقّوه، لكن لم يُفتح أمامهم أي باب حتى الآن لحل مشكلتهم لأن الفساد في التعيينات مستمر.

أما الذي بعمر زهران ممداني عندنا من أبناء المتنفذين فقد صار سفيرًا أو مديرًا أو مسؤولًا أو موظفًا كبيرًا في إحدى الهيئات المستقلة التي تأسست وفُصلت لهؤلاء، أو أن البابا أو الماما فتحوا له شركة أو بزنسًا أو استثمارًا.

يا جماعة، والله إن انتخاباتهم حرة ونزيهة، ولو كانت غير ذلك لما فاز زهران ممداني هذا الشاب المسلم عمدةً لنيويورك.

ولو صارت مثل هذه الانتخابات عندنا، لاشتغل شراء الأصوات في الشوارع وأمام أعين المارة، وانسرقت الصناديق وجاءت صناديق من الباب الخلفي، ونجّحوا الخاسر وخسّروا الناجح، يعني شغلة بالتزكية.

ما زلت أقترح كمواطن أردني تعيين مجلس وطني استشاري من كفاءات البلد وبعدد محدود يقوم بالدور التشريعي، وحل مجلسي الأعيان والنواب وتوفير نفقات المجلسين ورواتب الأعيان والنواب.

وأقترح كذلك تعيين رؤساء وأعضاء البلديات وكذلك أمين عمان وأعضاء الأمانة من الكفاءات والخبرات، وفكونا من انتخابات لا تشبه أي شيء نزيه.

وأقترح حل الهيئات المستقلة وإلحاق موظفيها بوزارات الحكومة وتوفير 2 مليار دينار على الأقل.

وأقترح سن قانون "من أين لك هذا؟" وتطبيقه بقوة ودون تردد على الجميع ولا يُستثنى منه أحد.

وعندما تنظف البلد من الفساد وتكون الأرضية مناسبة لنجاح ديمقراطية حقيقية، تُجرى انتخابات نزيهة وحقيقية تفضي إلى مجلس نواب حقيقي قوي، ويكون في البلد حكومة قوية تسعى إلى إصلاح حقيقي وتحارب هي ومجلس النواب الفساد محاربة جادة وحقيقية، وتُخلص البلد عن طريق القضاء النزيه من المفسدين والفاسدين.

وبعد ذلك تشرع الحكومة باستغلال ثروات الوطن الطبيعية واستخراج البترول والغاز وتستعيد الثروات التي بيعت بأثمان بخسة كالبوتاس والفوسفات، وتعيد كل شيء إلى ما كان عليه، وتشرع بجلب الاستثمار وتُبعد أيادي الفاسدين عنه، وتقوم بإنشاء المشاريع الكبرى للوصول إلى إنهاء مشكلتي الفقر والبطالة.