في السنوات الأخيرة، ظهرت فئة من الأشخاص الذين يستخدمون أسماء الأوطان والشعوب لتحقيق مصالحهم الخاصة. بعضهم يقدّم نفسه على أنه صاحب فكر ومعرفة، وبعضهم يرفع شعار الوطنية والاقتصاد، لكنهم في الحقيقة لا يسعون إلا وراء النفوذ والمال والشهرة. هؤلاء هم ما يمكن تسميتهم بـ تجار المعرفة وتجار المال باسم الأوطان.
تجار المعرفة هم من يتحدثون باسم الوعي والثقافة بينما هدفهم بناء مجد شخصي، لا خدمة المجتمع. تراهم في وسائل الإعلام ومنصات التواصل يوزّعون النصائح والآراء، لكنهم في الواقع يبحثون عن شهرة أو مكسب سياسي. أما تجار المال، فهم من يستخدمون اسم الوطن لتمرير مصالحهم الاقتصادية، فيربحون على حساب المواطن، بينما يرفعون شعار “خدمة الوطن” لتبرير أفعالهم.
المشكلة ليست فقط في وجود هؤلاء، بل في أنهم ظلّوا لسنوات يجدون من يصدقهم ويدافع عنهم. لكن اليوم تغيّر الوضع. الناس صارت أكثر وعيًا، وأكثر قدرة على التمييز بين المخلص والمنافق. ومع انتشار وسائل التواصل والمعلومات، لم يعد من السهل إخفاء الحقائق أو تجميل الأكاذيب.
الزمن الآن يكشف كل شيء. من يعمل بصدق يظهر صدقه في أفعاله، ومن يتاجر باسم الوطن ينكشف سريعًا. لقد انتهى عصر الشعارات، وبدأ زمن المواقف الحقيقية. فالوطن لا يحتاج لمن يتاجر باسمه، بل لمن يخدمه بعمل صادق ومسؤولية حقيقية.
ختامًا، يمكن القول إن نهاية تجار المعرفة وتجار المال ليست قرارًا يُتخذ من جهة ما، بل هي نتيجة حتمية لوعي الشعوب. عندما يعرف الناس من يعمل للوطن ومن يعمل لنفسه، تسقط الأقنعة، ويصبح الوطن أكبر من كل المتاجرين به