الغيث لا يُسمّى… والسماء لا تُختزل في العابرين

mainThumb
الكاتب الصحفي أحمد سعد الحجاج

09-11-2025 09:45 AM

printIcon


الكاتب الصحفي
أحمد سعد الحجاج

يا من تراقبون السحب وتتبعون مسارات الرياح،
رفقًا بجلال السماء، ووقار الغيث، وقدسية الرزق.
ليس كل منخفض يحتاج اسمًا، وليس كل موجة باردة تستحق لقبًا،
فالسماء حين تعطي، تعطي عطية ربانية لا مهرجانًا لغويًا ولا حدثًا استعراضيًا يُستهلك في دقائق.
لقد صار المطر في إعلام اليوم أقرب إلى عرضٍ رائج،
تُطلق عليه أسماء خفيفة لا تليق بمقام الرزق،
حتى غاب عن الأذهان أن الغيث نفحةٌ علوية لا عنوانٌ جاذب.
يا هواة الطقس، يا من استهوتكم حركة السحب وصياغة الأخبار،
كيف تسمون منخفض رحمة ربانية بـ "جنى" أو "حلا" ؟
أبهذا القدر يُستخف برحمات الله؟
ألهذا الحد يُختزل الغيث في أسماء عابرة،
كأنما الرزق مادة ترفيه لا نفحة مقدرة تأتي بموعد لا يعلمه إلا الله؟

#نحن نؤمن أن الرزق من عند الله وحده،
وأن الغيث ينزل باستغفار وتضرع وصدق نية،
لا ببحثٍ عن أسماء رائجة ولا بترصيع عناوين الطقس بمسميات جذابة.
فإن كنتم أهل علم، فليكن للعلم وقاره،
وإن كنتم أهل خرائط، فلتكن قلوبكم عامرة بحكمة من يدبر أمر السحاب،
ولا تجعلوا من تقلبات المناخ عروضًا لفظية تزول بانتهاء النشرة،
بل اجعلوها مواسم تذكير وشكر وخشوع.

#فما نزل من السماء يليق به اسمٌ من أسماء الرحمات الربانية،
وما جاء من عند الله لا يُربط إلا بالله.

#اللهم اسقنا الغيث سقيا رحمة لا سقيا عذاب،
وبارك في أرضنا وزروعنا وقلوبنا،
ولا تحرمنا من فضلك يا واسع العطاء. !!!