أخبار اليوم – ساره الرفاعي - قالت آلاء ضاهر، المدربة المعتمدة في جودة الحياة منذ عام 2017 وأخصائية الصحة النفسية والذكاء العاطفي، إن تنظيم الأفكار يعد خطوة أساسية في الوصول إلى راحة البال والسلام الداخلي، موضحة أن الدماغ يولد عشرات الآلاف من الأفكار يوميًا، وأن معظمها متكرر وسلبي، ما يجعل العقل يبدو فوضويًا لدى كثير من الأشخاص رغم قدرته العالية التي وهبها الله للإنسان.

وأوضحت ضاهر أن معالجة هذه الفوضى تبدأ بمراقبة الأفكار دون تصديقها فورًا، لأن الفكرة ليست حقيقة بالضرورة، وإنما مجرد “اقتراح” من الدماغ يمكن قبوله أو تركه يمر. وبيّنت أن هذه العملية، التي تعرف باسم “تنظيم الذهن”، تقوم على ممارسة الوعي لعشر دقائق يوميًا على الأقل، الأمر الذي يؤدي بحسب علم الأعصاب إلى خفض نشاط اللوزة الدماغية المسؤولة عن الخوف بنسبة تصل إلى 25% خلال شهر واحد.

وأضافت أن تدريب العقل على الوعي يمكن أن يكون عبر خطوات بسيطة، مثل المشي الهادئ في الطبيعة لخمس دقائق دون موسيقى أو هاتف، والاكتفاء بالإنصات إلى الذات وطرح أسئلة داخلية تساعد على إدراك المشاعر والأفكار. وأكدت أن الوعي الذاتي يمثل ركيزة من ركائز الذكاء العاطفي، وأن السلام الداخلي لا يرتبط بالسيطرة على العالم الخارجي، بل بفهم الإنسان لنفسه وتنظيمه لأفكاره ومشاعره، ما ينعكس على جودة حياته بالكامل.

وأشارت ضاهر إلى أهمية إدراك الفرد لمسؤوليته عن طاقته الخاصة، لا عن كل ما يحدث حوله، قائلة إن تكرار هذه القناعة يعزز الاتزان الداخلي ويخفف من التوتر، مستشهدة بقوله تعالى: “لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”، باعتباره تأكيدًا على أن التغيير يبدأ من الداخل. وختمت بشكر المستمعين الذين يتابعون محتواها، متمنية لهم وقتًا سعيدًا وتجربة مستمرة في تطوير الذات والوعي الداخلي.