أخبار اليوم – أحمد الزعبي - قال الخبير الاقتصادي منير ديه إن ما يعرف عالميًا بـ"الجمعة البيضاء" أو "البلاك فرايدي" بات حدثًا اقتصاديًا عالميًا تتسابق خلاله الشركات والعلامات التجارية لتقديم عروض حقيقية وتخفيضات واسعة لاستقطاب المستهلكين ورفع حجم المبيعات مع نهاية شهر تشرين الثاني من كل عام.
وأوضح ديه أن هذا الحدث لم يعد مقتصرًا على دول محددة، بل أصبح ظاهرة اقتصادية تشمل قطاع التجارة الإلكترونية والأسواق التقليدية حول العالم، ما يعني أن الأردن ليس بمعزل عن تأثير هذه المناسبة، خاصة مع توسع منصات الشراء عبر التطبيقات والمتاجر الإلكترونية الدولية التي تقدم خصومات مجزية قد تدفع المستهلك الأردني للشراء من الخارج.
وأكد ديه أن تفاعل القطاع التجاري المحلي مع هذه المناسبة أصبح ضرورة اقتصادية، وليس رفاهية تسويقية، في ظل حالة التباطؤ في المبيعات وتراجع القدرة الشرائية لدى المواطنين، معتبرًا أن تقديم خصومات حقيقية وتسهيلات واضحة سيحرك السوق، ويعيد النشاط التجاري قبل دخول موسم الشتاء.
وبيّن أن الأسواق تعاني من تحديات كبيرة، أبرزها التزامات التجار المالية من إيجارات ورواتب وتشغيل واقتطاعات ضمان اجتماعي، الأمر الذي يتطلب تحريك عجلة الطلب بما يساعد على تغطية المصاريف التشغيلية ويعيد الحيوية إلى السوق.
وأضاف ديه أن المستهلك الأردني أصبح أكثر وعيًا ومقارنةً في الأسعار، ولن يتجه للعروض المحلية إذا لم تكن منافسة ومقنعة، مؤكدًا أن العروض الوهمية أو التخفيضات الشكلية لن تنجح في ظل البدائل الدولية المتاحة بسهولة عبر الإنترنت.
وختم بالقول إن الجمعة البيضاء قد تكون بداية موسم اقتصادي مختلف إذا ما قُدمت خلالها عروض حقيقية وتخفيضات واقعية تلبي احتياجات المستهلك وتدعم الحركة التجارية داخل السوق الأردني.