أخبار اليوم - رعى مدير عام المركز الوطني للبحوث الزراعية، الأستاذ الدكتور إبراهيم محمد الرواشدة، فعاليات الورشة الوطنية الأولى لتطوير منصة المعرفة في حصاد المياه واستعادة النظم البيئية، التي تمثل إحدى المبادرات الريادية الداعمة لجهود الدولة في تعزيز الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية وتحقيق الأمن المائي والغذائي.
وأكد الرواشدة في كلمته الافتتاحية أنّ هذه الورشة تشكّل منعطفًا مهمًا في مسيرة التحول نحو إدارة قائمة على البيانات والمعرفة، مشيراً إلى أنّ المركز الوطني يسعى من خلال هذه المنصة إلى ترجمة البحث العلمي إلى أدوات عملية تساهم في تعزيز مرونة المجتمعات الريفية، انسجاماً مع الاستراتيجية الزراعية الوطنية ورؤية التحديث الاقتصادي والاستراتيجية الوطنية للمياه.
وقال الرواشدة إن الورش تأتي في سياق الجهود الوطنية لتطوير منصة معرفة متقدمة في حصاد المياه واستعادة النظم البيئية. إننا نخطو اليوم خطوة نوعية نحو بناء قاعدة معرفية وطنية قادرة على دعم صناعة القرار، وتوجيه الاستثمارات الزراعية، وتعزيز قدرة الأردن على التكيف مع التحديات المناخية."
وأضاف أن الأردن واجه خلال العقود الماضية تحديات كبيرة في قطاع المياه وتدهورًا في بعض النظم البيئية، إلا أن مؤسساته العلمية أثبتت قدرتها على الابتكار وتطوير حلول وطنية رائدة. وأوضح أن المنصة الجديدة ستوفر خريطة رقمية حية تضم بيانات مناخية وهيدرولوجية وتطبيقات بحثية وقصص نجاح وطنية، لتكون مرجعاً مفتوحاً للباحثين وصنّاع القرار والجهات الشريكة.
وبيّن الرواشدة أن المبادرة تأتي استجابة لأهداف الاستراتيجية الزراعية 2020–2025، ورؤية التحديث الاقتصادي 2022–2033، والاستراتيجية الوطنية للمياه 2023–2040، التي تركز جميعها على تقنيات حصاد المياه، والتحول الرقمي، وإدارة البيانات في دعم القطاع الزراعي.
وأشار إلى أنّ المنصة ستسهم في دعم الخريطة الوطنية لمواقع حصاد المياه، وتزويد الجهات المختصة بالبيانات المناخية الآنية من محطات الرصد التابعة للمركز، وربطها بالأبحاث التطبيقية التي تُجرى في الجامعات والمراكز البحثية. كما ستشكل منبراً للباحثين الشباب للوصول إلى البيانات والمنح والنشر العلمي، بما يعزّز تطوير بحوث قائمة على الاحتياجات الحقيقية للمجتمع.
وأكد الرواشدة أن الورشة لا تهدف إلى عرض منتج جاهز، بل إلى بناء مشروع وطني تشاركي بمساهمة جميع الجهات: الوزارات، الجامعات، المؤسسات البحثية، والمنظمات الدولية، مشدداً على أهمية وضع نموذج حوكمة يضمن استدامة المنصة وتنفيذ خارطة طريق واضحة للعمل خلال المراحل القادمة.
وفي ختام حديثه، توجّه الرواشدة بالشكر إلى فريق المركز الوطني والشركاء من مختلف المؤسسات لدعمهم المشروع، داعياً إلى العمل بروح الفريق الواحد لتحويل المعرفة إلى قوة، والعلم إلى قرار، والبيانات إلى تنمية مستدامة تخدم الأردن وقطاعه الزراعي.
علما بان منسق المشروع من المركز الوطني للبحوث الزراعية الدكتورة رها العساف ضمن مشروع جمع البيانات لاجل السياسات والقرارات