تعبئة حوثية متصاعدة تحت مزاعم الاستعداد لمواجهة إسرائيل

mainThumb
تعبئة حوثية متصاعدة تحت مزاعم الاستعداد لمواجهة إسرائيل

22-11-2025 10:48 AM

printIcon

أخبار اليوم - على الرغم من توقّف الهجمات الحوثية ضد إسرائيل وسفن الملاحة منذ الاتفاق على وقف الحرب في غزة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، فإن الجماعة صعّدت من تحركاتها الداخلية عبر تنظيم عشرات الاستعراضات المسلحة يومياً في المدن والأرياف الخاضعة لها، تحت شعار «الجهازية والاستعداد» لمواجهة إسرائيل.

هذه التعبئة التي تترافق مع رسائل ميدانية وإعلامية مكثفة أثارت مخاوف يمنية ودولية من احتمال اتجاه الجماعة المدعومة من إيران لنسف التهدئة المستمرة مع الحكومة اليمنية منذ أبريل (نيسان) 2022.

وفي الوقت الذي تسوّق فيه الجماعة هذه الأنشطة الاستعراضية المسلحة بعدّها تأكيداً على استعدادها القتالي و«دعمها لفلسطين»، ترى الحكومة اليمنية أن ما يجري يعبّر عن حالة «ارتباك وضعف داخلي»، وليس عن قوة، لا سيما بعد توقف الهجمات الخارجية وفشل الجماعة في استثمار الورقة الإقليمية لصالح مشروعها المحلي.

ويرى وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن الجماعة الحوثية «تمر بواحدة من أضعف مراحلها منذ انقلابها على الدولة»، موضحاً أن الضربات العسكرية التي تلقتها خلال العامين الماضيين، والخسائر البشرية الكبيرة – خصوصاً في صفوف قياداتها العقائدية – أسهمت في إرباك بنيتها التنظيمية وتراجع قدرتها على الحشد.

وأضاف الإرياني في تصريحات رسمية، أن الجهود الحكومية والدولية المتواصلة في «تجفيف منابع تمويل وتسليح المليشيا» أثّرت بصورة مباشرة على منظومتها العسكرية والاقتصادية، وهو ما دفعها – بحسب قوله – إلى البحث عن «استعراضات شكلية» لتعويض تراجع حضورها الشعبي.

وتابع الوزير بالقول: «ما تسميه الميليشيا وقفات قبلية في عدد من المديريات الخاضعة لها، ليس سوى محاولة يائسة لصناعة مظاهر قوة بعد أن انفض المجتمع عنها، وانهارت الشعارات التي استخدمتها طوال سنوات الحرب». وأشار إلى أن المشاهد المصورة لهذه الوقفات تعكس – في نظره – حالة «ارتباك تنظيمي» ومحاولة لتضليل عناصرها وإيهامهم بأنها ما تزال تمسك بزمام المبادرة.

وأكد الإرياني أن القبيلة اليمنية، بتاريخها ودورها الوطني، «لن تكون في صف الإماميين الجدد، ولن تكون جزءاً من المشروع الإيراني الهادف لابتلاع اليمن وتحويله إلى منصة تهدد الأمن القومي العربي». وأضاف أن القبائل التي حملت الجمهورية على أكتافها «لا يمكن أن تنحاز لمن انقلب على الدولة ونهب مؤسساتها وجر البلاد إلى الفوضى والدمار».

صدام تاريخي
أوضح وزير الإعلام اليمني أن الجماعة الحوثية خاضت، منذ ظهورها، «حرباً مفتوحة» على القبيلة اليمنية، بدأت من صعدة ثم عمران وصنعاء، وامتدت إلى المحافظات التي سيطرت عليها بقوة السلاح.

وأشار إلى أن القبيلة كانت على الدوام «الخطر الأكبر على المشروع السلالي للجماعة»، وهو ما دفعها إلى اعتقال رموز قبلية بارزة، واقتحام مناطقهم، ومصادرة ممتلكاتهم، وتفجير منازل العديد منهم.


وقال الإرياني إن ما شهدته مديريات طوق صنعاء ومحافظات عمران وذمار والبيضاء وحجة والمحويت من انتهاكات «يُعد دليلاً دامغاً على السياسة الانتقامية التي انتهجتها الميليشيا بحق القبائل».

ولفت إلى أن الحوثيين حاولوا فرض مشرفين موالين لهم بديلاً عن القيادات التقليدية للقبائل، ومارسوا «الجبايات غير القانونية والتجنيد القسري»، وتعاملوا مع أبناء القبائل كـ«وقود لحروبها العبثية».

ويرى الإرياني أن محاولة الجماعة اليوم الظهور بمظهر المتصالح مع القبيلة «لا تعكس قوة كما تدّعي، بل تُجسد حالة الانهيار التي تعيشها». وأشار إلى أن «الاستعراضات القبلية المفتعلة» التي تنظمها الجماعة تهدف إلى إقناع مقاتليها وقواعدها بأن المليشيا لا تزال قادرة على الحشد، «بينما الحقيقة أنها أكثر هشاشة من أي وقت مضى».

ويؤكد الوزير اليمني أن القبيلة اليمنية ستظل «الرقم الصعب» في مستقبل اليمن، وأنها «ستقول كلمتها في الوقت المناسب»، مشدداً على أنها ستقف – كما وقفت دائماً – إلى جانب الدولة والجمهورية في مواجهة «المشروع التخريبي الإيراني وأدواته».