أخبار اليوم - على مدى عقدين كاملين، استطاعت مدينة العقبة أن تنتقل من نموذج تقليدي لمدينة ساحلية تعتمد على الميناء والسياحة المحلية، إلى مركز اقتصادي إقليمي يملك واحدًا من أكبر قصص النجاح في المنطقة، مستندة إلى بنية تشريعية مرنة، واستراتيجيات استثمارية مدروسة، وشراكات واسعة بين القطاعين العام والخاص.
رئيس سلطة العقبة الخاصة شادي المجالي قال خلال مؤتمر صحفي إنه
وخلال العشرين عامًا الماضية، تجاوز حجم الاستثمارات في العقبة 20.2 مليار دولار، توزّعت على قطاعات الموانئ والنقل واللوجستيات، والسياحة، والعقار، والطاقة، والصناعة، ما جعل المدينة بوابة اقتصادية رئيسية للمملكة، ومركزًا جذابًا للمستثمرين والشركات العالمية.
إعادة هيكلة الموانئ… قلب التحول
شكّلت مشاريع تطوير الموانئ العمود الفقري للنقلة الاقتصادية،و بلغت قيمة الاستثمارات في هذا القطاع 5.3 مليار دولار، شملت: نقل ميناء الحاويات وتطويره ليرفع قدرته التشغيلية بنسبة 65%.
تحديث الموانئ الجنوبية وإنشاء مرافق حديثة للشحن والبضائع.
تنفيذ 42 مشروعًا متخصصًا في الرفع اللوجستي والطاقة الاستيعابية.
هذه الخطوات ساهمت في جعل العقبة مركزًا لوجستيًا يخدم دول الإقليم، وعقدة نقل رئيسية تربط آسيا بإفريقيا وأوروبا عبر البحر الأحمر.
السياحة… من وجهة محلية لمركز إقليمي
الرئيس التنفيذي لشركة تطوير العقبة حسين الصفدي قال خلال عقدين، دخلت العقبة مرحلة جديدة من السياحة ذات القيمة العالية، مدعومة باستثمارات وصلت إلى 4.1 مليار دولار في:
استحداث 32 منشأة فندقية جديدة.
رفع الطاقة الاستيعابية الفندقية إلى 12 ألف غرفة.تطوير البنية التحتية للواجهات البحرية والمنتجعات.
وقفز عدد الزوار من 450 ألفًا عام 2005 إلى 1.9 مليون زائر عام 2024، وهو أعلى رقم في تاريخ المدينة.
واما في مجال العقار والتطوير الحضري مدينة جديدة تُبنى ، وتجاوزت استثمارات التطوير العقاري والسكني 6.7 مليار دولار، وشملت إنشاء 7 مجمعات سكنية حديثة. بالإضافة إلى تطوير 4 مناطق تجارية جديدة.وتوسع عمراني رفع المساحات المطورة بنسبة 48%.
وباتت العقبة اليوم واحدة من أكثر المدن الأردنية جذبًا للسكن والعمل والاستثمار.
واضاف المجالي أن القطاع الصناعي شهد توسعا في الإنتاج والوظائف، وزادت الاستثمارات الصناعية التي بلغت 2.2 مليار دولار القدرة الإنتاجية للقطاع، مع استقطاب 126 منشأة صناعية جديدة
توفير أكثر من 9 آلاف فرصة عمل مباشرة داخل المناطق الصناعية.
وأكد المجالي خلال المؤتمر الصحفي أما الطاقة والمياة شهدت بنية مستدامة للمستقبل، حيث تم ضُخ ما نسبته 1.1 مليار دولار في مشاريع الطاقة والمياه، شملت رفع حصة الطاقة المتجددة إلى 37% من حاجة المنطقة وتنفيذ 13 مشروعًا لتحسين خدمات المياه والصرف الصحي.
وساهمت الاستثمارات في خلق أكثر من 28 ألف فرصة عمل مباشرة خلال العقدين الماضيين، فيما ارتفعت نسبة العمالة المحلية إلى 72% من إجمالي العاملين في المشاريع الكبرى.
ونفذت الجهات الرسمية 96 برنامجًا مجتمعيًا في التدريب والتأهيل وبناء القدرات.
تشير سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة إلى أن المرحلة المقبلة ستتجه نحو تعزيز المشروعات ذات القيمة المضافة العالية في قطاعات: الخدمات اللوجستية المتقدمة، السياحة العلاجية، الصناعات التقنيةو تطوير الكورنيش والواجهة البحرية الجديدة. مع استمرار العمل بنهج الشراكات الفاعلة مع القطاع الخاص، لتعزيز مكانة العقبة كمدينة اقتصادية واعدة على مستوى الإقليم.