أخبار اليوم - حذر إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، من أن مقارنة الموهبة البرازيلية الصاعدة إستيفاو بكل من ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو ستضع "ضغطاً كبيراً" على اللاعب الشاب.
ووفقاً لشبكة "espn"، فقد كان إستيفاو اللاعب الأبرز في فوز البلوز العريض بنتيجة 3-0 على برشلونة، على ملعب ستامفورد بريدج، حيث سجل هدفاً ثانياً مذهلاً ضمن الانتصار اللافت لفريق ماريسكا.
وسجل جول كوندي هدفاً عكسياً كارثياً في الدقيقة 27، قبل أن يتلقى رونالد أراوخو بطاقة حمراء مباشرة في الدقيقة 44، ليُنهي برشلونة الشوط الأول متأخراً بهدف وبعشرة لاعبين.
بعد مرور عشر دقائق من بداية الشوط الثاني، استلم إستيفاو تمريرة ريس جيمس على الجهة اليمنى، وتلاعب بباو كوبارسي وأراوخو قبل أن يسدد كرة قوية في سقف المرمى متجاوزاً الحارس خوان جارسيا.
وأصبح إستيفاو ثالث لاعب مراهق في تاريخ دوري أبطال أوروبا يسجل في أول ثلاث مباريات له في المسابقة، بعد كيليان مبابي وإيرلينج هالاند.
وأثارت الطريقة التي سجل بها الهدف مقارنات مع ميسي في فترة قمة عطائه، لكن ماريسكا رفض وضع اللاعب البرازيلي في هذا الإطار، مؤكداً أن إستيفاو وزميله الشاب لامين يامال بحاجة للوقت والمساحة للنمو.
وقال ماريسكا: "إستيفاو يحتاج إلى الهدوء. يحتاج للاستمتاع، يحتاج للحصص التدريبية. يحتاج للعب كرة القدم. هو ويامال ما زالا صغيرين جداً، عمرهما 18 عاماً فقط، وإذا بدأت تتحدث عن ميسي ورونالدو فأعتقد أن ذلك يضع ضغطاً كبيراً على لاعبين صغار بهذه السن. عليهم أن يستمتعوا، يحضروا إلى التدريبات بسعادة، ويشاركوا في الجلسات".
وأضاف: "عندما تبدأ المقارنة مع ميسي أو رونالدو، أعتقد أن الأمر يصبح كبيراً جداً عليهم".
ورفع إستيفاو رصيده إلى خمسة أهداف مع تشيلسي منذ انتقاله من بالميراس في الصيف، لكن هدفه أمام برشلونة كان الأبرز حتى الآن.
وقال اللاعب: "لا أجد الكلمات المناسبة للتعبير عن شعوري. كل شيء حدث بسرعة. وجدت مساحة وتخطيت المدافعين. آمل أن أواصل تسجيل الأهداف لسنوات طويلة".
وتابع: "كانت ليلة مثالية بالفعل. كان هدفي لحظة مميزة جداً في مسيرتي. منذ لحظة وصولي إلى هنا، شعرت بارتباط كبير مع الجماهير. أنا سعيد للغاية لأنني سجلت لهم وجعلتهم سعداء".
وأضاف البديل ليام ديلاب الهدف الثالث قبل 17 دقيقة من النهاية، ليقفز تشيلسي إلى المركز الخامس في جدول الدوري، فيما تراجع برشلونة، الذي بلغ نصف نهائي الموسم الماضي، إلى المركز الخامس عشر.
وسيواجه تشيلسي متصدر الدوري آرسنال يوم الأحد المقبل على ملعب ستامفورد بريدج، مع إمكانية تقليص الفارق إلى ثلاث نقاط فقط.
وقال ماريسكا: "الشعور كان رائعاً لأنها كانت مباراة على أرضنا مع جماهيرنا. من الجميل دائماً مشاركة مثل هذه اللحظات. لكن الآن، كما قلت للاعبين، خلال الـ48 ساعة المقبلة عليهم أن ينفصلوا تماماً عن الأجواء، يرتاحوا، ويستعيدوا طاقتهم، لأن لدينا مباراة ضد آرسنال يوم الأحد".
واختتم ماريسكا: "رسالتي بعد المباراة كانت واضحة: استعيدوا طاقتكم، فهذا هو الشيء الأهم الآن. ومن يوم الجمعة سنبدأ التفكير في آرسنال".
أحداث المباراة
بدأ اللقاء بإعلان نوايا واضحة من أصحاب الأرض، حيث سجل إنزو فيرنانديز هدفا مبكرا في الدقيقة الثالثة، لكن تم إلغاؤه بعد تدخل فوفانا بلمسة يد واضحة قبل التسديد.
لم يستغرق برشلونة وقتًا طويلاً للرد، فبعد ضغط ناجح في الثلث الأخير وصلت الكرة إلى فيران توريس داخل المنطقة إثر تمريرة مميزة من لامين يامال، لكن الإسباني أهدر فرصة افتتاح التسجيل في الدقيقة 4، إذ سدد الكرة بزاوية ضيقة.
وسجل إنزو فيرنانديز هدفا لتشيلسي في الدقيقة 22، بتصويبة صاروخية داخل المنطقة، لكن الحكم ألغاه بعد الرجوع لتقنية الفيديو بداعي التسلل.
وكان نيتو قريبًا من التسجيل بعد كرة أرسلها له إستيفاو خلف الدفاع في الدقيقة 24، إلا أن تسديدته جاءت عالية.
تشيلسي بدا الطرف الأفضل والأكثر راحة، ونجح في الدقيقة 27 في التقدم من ركنية قصيرة تُرك فيها كوكوريا دون رقابة، فأرسل كرة عرضية منخفضة انتهت بتسجيل كوندي هدفًا عكسيا بالخطأ في مرماه بعد تسديدة أولى من نيتو.
ورغم الشك في وجود تسلل على كوكوريا، احتُسب الهدف.
برشلونة حاول التماسك لكنه بدا بعيدًا عن نسقه المعتاد، وسط فقدان للكرة وصعوبة في تجاوز ضغط البلوز.
استمرت المعاناة بالنسبة لبرشلونة، ومع الدقيقة 31 نال رونالد أراوخو بطاقة صفراء للاعتراض، قبل أن يتلقى بطاقة ثانية في الدقيقة 44 بعد تدخل عنيف على كوكوريا، ليترك فريقه بعشرة لاعبين في لحظة حرجة.
وانتهى الشوط الأول بتقدم تشيلسي بهدف دون رد.
ومع بداية الشوط الثاني، وفي الدقيقة 50، ألغى الحكم هدفًا ثالثا لتشيلسي بعدما تسلم جارناتشو تمريرة من إنزو جاء منها في وضع تسلل قبل أن يصنع الكرة لزميله سانتوس؟
ولم ينتظر تشيلسي طويلًا حتى ضرب من جديد؛ ففي الدقيقة 55، فقد دي يونج الكرة في منطقة حساسة، ليخطفها إستيفاو، وينطلق بمراوغة رائعة أمام كوبارسي قبل أن يسدد كرة صاروخية سكنت الزاوية العليا، مضيفًا الهدف الثاني للبلوز بطريقة رائعة، وسط عجز تام من لاعبي برشلونة عن مجاراة الإيقاع.
ومع الدقيقة 69 كاد بيدرو نيتو يسجل الثالث بعد انفراد سريع، لكن الحارس خوان جارسيا تدخل في اللحظة الأخيرة وأبعدها لركنية. ومن الركنية نفسها، سقطت الكرة أمام فوفانا داخل المنطقة في الدقيقة 70، لكنه أطاح بها فوق المرمى.
ولم يتأخر البلوز في توسيع الفارق، إذ خسر برشلونة كرة أخرى في وسط الميدان عند الدقيقة 74، لينطلق بيدرو نيتو بالهجمة ثم يمرر لإنزو على الطرف، الذي بدوره أرسل كرة عرضية مثالية حولها ديلاب داخل الشباك، معلنًا الهدف الثالث المستحق لتشيلسي وسط انهيار واضح في الدفاع الكتالوني.
وواصل تشيلسي سيطرته التامة، بينما أصبح برشلونة محاصرًا تمامًا في مناطقه دون القدرة على تجاوز منتصف الملعب، ليحقق البلوز فوزًا مستحقًا.