أخبار اليوم - لم يستطع بايرن ميونخ تعطيل قطار آرسنال المنطلق بقوة منذ بداية الموسم في دوري أبطال أوروبا، لينجح الأخير في دهسه بالتغلب عليه (3-1) بملعب الإمارات، اليوم الأربعاء، ضمن منافسات الجولة الخامسة.
ثلاثية الجانرز جاءت عن طريق جوراين تيمبر، نوني مادويكي وجابرييل مارتينيلي في الدقائق 22، 69 و77، فيما سجل لينارت كارل هدف بايرن الوحيد (ق 32).
الانتصار حافظ لآرسنال على العلامة الكاملة بوصوله للنقطة 15 في صدارة جدول ترتيب البطولة، بينما توقف بايرن عند 12 نقطة في المركز الرابع، بعد تذوقه طعم الخسارة الأولى له هذا الموسم.
ميكيل أرتيتا مدرب آرسنال، لم يغير عادته باللعب بطريقة (4-3-3)، مع اعتماده على لاعب الوسط ميكيل ميرينو في قلب الهجوم، في غياب السويدي فيكتور جيوكيريس.
أما فينسنت كومباني مدرب بايرن ميونخ، فلعب بطريقة (4-2-3-1)، مع وضع لينارت كارل خلف المهاجم الإنجليزي هاري كين، وعلى الطرفين مايكل أوليسيه وسيرجي جنابري.
اعتمد بايرن في البداية على حركية لاعبيه واللامركزية في خط هجومه، وعلى وجه التحديد هاري كين وأوليسيه، اللذين كانا يعودان كثيرا للخلف للمشاركة في بناء الهجمات، فضلا عن محاولة إفراغ في الأمام لزملائهما.
بينما كان آرسنال حريصا على الدفاع ككتلة واحدة، وعدم ترك أي منفذ أمام لاعبي الفريق البافاري، للتمرير أو التحرك فيه.
وأحكم البايرن سيطرته على مجريات اللعب، لكنه فشل في إيجاد ثغرة تؤدي لمرمى الحارس ديفيد رايا، فضلا عن عدم قدرة مهاجميه على اختراق الدفاع الأحمر المتكتل.
ولم يجد الفريق اللندني طريقا أفضل للوصول لشباك مانويل نوير، من سلاح الركنيات المعتاد، الذي مكنه من التقدم بهدف أول عن طريق جوراين تيمبر.
مع مرور الوقت، أصبحت بعض الثغرات تتكشف خط دفاع بايرن ميونخ، خاصة من العمق، وهو ما كاد آرسنال أن يستغله بمضاعفة النتيجة، لولا سوء اللمسة الأخيرة داخل منطقة الجزاء.
وفي ظل صعوبة اختراق الدفاع اللندني، نجح كيميتش في كسر هذه الصلابة بتمريرة طولية إلى جنابري في مساحة خلف لويس سكيلي، لتنتهي بتمريرة عرضية نحو كارل داخل منطقة الجزاء، ليحولها الأخير إلى هدف عادل به النتيجة.
وأظهر بايرن تفوقه بشكل واضح على الكرات الهوائية في مختلف مناطق الملعب، رغم الهدف الذي استقبله من رأسية تيمبر، إلا أنه في أغلب فترات الشوط الأول، كانت له الغلبة في هذا الجانب.
بينما كان تفوق آرسنال على الصعيد الدفاعي، خاصة في التدخلات والاعتراضات، مما قلل من فرص الوصول لمرمى رايا.
لم يغير آرسنال نهجه في الشوط الثاني، وحاول الوصول مرة أخرى لشباك نوير بسلاح الركنيات والركلات الثابتة، وهو ما كاد يصل له بالفعل في الدقائق الأولى في أكثر من مناسبة.
في الوقت الذي أحكم آرسنال قبضته على المباراة ووصل بأكثر من فرصة لمرمى نوير، وسط تراجع تام للبايرن، قرر ميكيل أرتيتا إنعاش فريقه بعنصرين من البدلاء، هما مارتينيلي وكالافيوري على حساب ساكا ولويس سكيلي.
وسرعان ما أثمر هذا التحرك عن هدف ثانٍ لآرسنال بعد ثوان معدودة، إذ نجح كالافيوري في التقدم للمساندة الهجومية وترجم هجمة مضادة بعد استخلاص فريقه للكرة التي وصلته على الجانب الأيسر بعد خطأ دفاعي، ليرسل عرضية أرضية، قابلها مادويكي بلمسة إلى الشباك.
حاول كومباني بعدها استغلال أوراقه البديلة، وأقحم بيشوف وجاكسون على حساب جنابري ولايمر.
لكن نوير ارتكب هفوة قاتلة أطلقت رصاصة الرحمة على بايرن، بخروجه الخاطئ من منطقة جزائه، لمحاولة مقابلة مارتينيلي وقطع تمريرة طولية قبل وصولها إليه، لكن الجناح البرازيلي تجاوزها بذكاء ووضع الكرة بسهولة في المرمى الخالي.
بعد الهدف الثالث، استسلم بايرن ميونخ كليا للهزيمة، ولم يظهر لاعبوه قدرة أو رغبة في تقليص النتيجة، أملا في العودة.
في المقابل، اتبع آرسنال أسلوب الضغط المتقدم، لمحاولة حرمان الفريق البافاري من بناء اللعب بأريحية من الخلف، وهو ما لعب دورا في إحباط فكرة عودة الألمان.
لهذا السبب غابت الفرص والمحاولات على مرمى رايا في الدقائق الأخيرة، بينما اكتفى آرسنال بالحفاظ على تقدمه حتى صافرة النهاية.
قراءة في إحصائيات المباراة
بالنظر إلى الإحصائيات الخاصة بموقعة ملعب الإمارات، سنجد أن بايرن لم يصل لمرمى ديفيد رايا سوى بفرصة كبيرة واحدة فقط، تلك التي سجل منها هدفه الوحيد.
بينما وصل آرسنال بـ7 فرص كبيرة، حول 3 منها لأهداف، وهو ما يوضح مدى الشراسة الهجومية والمحاولات المتكررة لصيد شباك مانويل نوير.
ولذلك، لم يهدر بايرن أي فرصة كبيرة، مستغلا الوحيدة التي سنحت له، بينما أضاع آرسنال 4 أخرى.
ورغم الخطأ الذي ارتكبه حارس بايرن، إلا أنه صنع الفارق طوال المباراة، بحرمان المدفعجية من الوصول لشباكه مرارا، وهو ما يظهر بتصديه لـ5 كرات مقابل واحدة لرايا.