أخبار اليوم - اعتبر رئيس مصلحة الموانئ والنقل البحري في ليبيا، محمد السيوي، التجربة الأردنية في حماية البيئة البحرية، نموذج عربي متقدم، أثبت قدرة الأردن على بناء منظومة فعالة رغم محدودية شريطه الساحلي.
وقال السيوي إن خليج العقبة قدم نموذجًا بارزًا لإدارة بيئية ناجحة، وأن إنشاء محمية العقبة البحرية، شكّل محطة مهمة في حماية الشعاب المرجانية التي تُعد آخر امتداد حيّ للشعاب المرجانية في أقصى شمال الكرة الأرضية، إضافة إلى صون الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض.
وأضاف السيوي، في حديث خاص الى "الرأي"، أن الأردن دعم هذه الخطوة بتطوير تشريعات ورقابة صارمة، شملت تحديث القوانين البحرية، وتشديد التفتيش على السفن الأجنبية، وتنفيذ برامج دقيقة لرصد نوعية البيئة البحرية، ما جعل من خليج العقبة منطقة محمية من التلوث النفطي والضغوط البشرية.
وأكد أن هذه التجربة توفر درسًا مهمًا للدول العربية في تعزيز قدرتها على إدارة البيئات البحرية وحماية الموارد الطبيعية.
كما ثَمَّنَ السيوي الدور العلمي الذي تقوم به محطة العلوم البحرية والأكاديمية الأردنية للدراسات البحرية، مؤكداً أن استثمار الأردن في التعليم والبحث والتدريب كان له أثر كبير في تعزيز الوعي البيئي ورفع كفاءة العاملين في القطاع البحري.
وفي حديثه عن الاجتماع العربي الأول للبرنامج العربي الموحد للحد من الكوارث البحرية والتمرين العربي الأول للمحاكاة الذي استضافته العقبة مؤخراً بمشاركة 13 دولة عربية، أوضح السيوي أن المشاركة الليبية خرجت بنتائج مهمة، أبرزها تبادل الخبرات والاطلاع على أفضل الممارسات العربية في مجال الاستجابة للكوارث البحرية.
وأشار إلى أن الوفد الليبي قدّم عرضًا حول آثار إعصار "دانيال" على مدينة درنة، مؤكدًا أن طرح هذه التجربة المؤلمة أمام الشركاء العرب أسهم في تعزيز الوعي بأهمية تطوير خطط موجهة فعليًا لطبيعة الكوارث التي تواجه ليبيا، وخاصة الفيضانات والعواصف البحرية.
ولفت إلى أن المشاركة الليبية، ممثلة بمصلحة الموانئ والنقل البحري والمركز الوطني لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، شكلت فرصة مهمة لتعزيز التنسيق الفني مع الدول العربية، خصوصًا في مجالات التخطيط والاستجابة السريعة، ما يتيح لليبيا تطوير منظومتها الوطنية للإنذار المبكر، وتعزيز إجراءات الوقاية والتأهب، وبناء شراكات فنية أكثر فاعلية مع الدول المشاركة.
الرأي