(أخبار اليوم – ساره الرفاعي)

قال المهندس عامر الجيوسي، أحد المستثمرين القدامى في المنطقة الحرة بالزرقاء، إن القرارات الحكومية الأخيرة المتعلقة بقطاع المركبات المستعملة أحدثت أثرًا مباشرًا وقاسيًا على عمال المياومة والعاملين في الخدمات اللوجستية وشركات التخليص والنقل داخل المنطقة، موضحًا أن هذه الفئات تعتمد بالكامل على الدخل اليومي الذي تراجع إلى حدّ الانقطاع خلال الأسابيع الماضية.

وبيّن أن المنطقة الحرة، التي تشكّل مصدر رزق لأكثر من خمسة آلاف مواطن من الزرقاء والهاشمية والضليل والحلابات، تعيش اليوم حالة شلل شبه كامل، حيث أغلق عدد كبير من الحرفيين ومحال الصيانة أبوابهم، وبدأت شركات التخليص بتسريح موظفيها، كما تفكّر مراكز الفحص الهندسي الجديدة بتقليص كوادرها بعد تراجع العمل بشكل لافت.

وأوضح الجيوسي أن كثيرًا من العمال باتوا غير قادرين حتى على الوصول إلى أعمالهم لعدم توفر أي دخل، فيما اضطر آخرون للجلوس في بيوتهم لغياب الحركة داخل أسوار المنطقة، مؤكدًا أن هذه الأزمة تهدد معيشة آلاف الأسر التي اعتادت منذ عقود على دخلها من النشاط اليومي داخل المنطقة الحرة.

وأضاف أن قطاع المركبات المستعملة يشكّل رافدًا مهمًا للخزينة ويعمل على تشغيل الأردنيين في مختلف المهن من السائقين والحرفيين وموظفي الشركات، مشيرًا إلى أن القرارات الجديدة أغلقت أمام هذه الفئات أبواب الرزق، وخلقت حالة اجتماعية واقتصادية خطيرة داخل واحدة من أهم المناطق التنموية في المملكة.

ودعا الجيوسي الحكومة إلى إعادة النظر في قرارات المطابقة وتجميد قطاع المركبات، مؤكدًا أن الحل الوحيد المطروح والعملي يتمثل في السماح بالاستيراد مجددًا للمركبات المستعملة و"السيارات الثلج"، لتمكين العاملين من العودة لأعمالهم واستعادة توازن السوق، خصوصًا أن كثيرًا منهم استنزف ما لديه من مدخرات البسيطة التي لم تعد تكفي لسدّ احتياجات أسرهم أو تعليم أبنائهم.

وختم بالتأكيد على أن الوضع في المنطقة الحرة الزرقاء ينذر بمشكلة اجتماعية متصاعدة، وأن آلاف المواطنين ينتظرون إجراءً حكوميًا سريعًا يعيد الحياة إلى هذا القطاع الحيوي.