أخبار اليوم – تالا الفقيه - قالت أخصائية الصحة النفسية والمدربة المعتمدة لجودة الحياة آلاء ضاهر إن التوقف عن التقدم رغم الرغبة في التطوير ليس ضعفًا في الإرادة بقدر ما هو صراع داخلي يحتاج إلى فهم واعتراف. وأوضحت أن الاعتراف بالمقاومة الداخلية يعد إشارة نضج، لأنه يكشف عن وجود حوار ذاتي عميق يتطلب التفهم بدلًا من جلد الذات.

وبيّنت أن العقل أحيانًا يتولد داخله صوت يُسمّى في علم النفس بـ“الحامي”، وهو الصوت الذي يحاول حماية صاحبه من الإحباط أو الفشل، لكنه يفعل ذلك بطريقة خاطئة عندما يربط الراحة المؤقتة بالأمان، ما يجعل التغيير يبدو مخيفًا. وشددت على أن تحفيز الذات يبدأ من الداخل، وأن تبني عادة جديدة يحتاج إلى بيئة نفسية مطمئنة وحديث داخلي داعم.

وأكدت الضاهر أن على الفرد أن يسأل نفسه يوميًا: هل أتحدث مع ذاتي كصديق أم كناقد؟ موضحة أن الأسلوب القاسي في مخاطبة النفس يعيق التطوير، بينما اللطف والقبول يساعدان على التحول المستدام.

وأضافت أن تجاوز الاستسلام يحتاج إلى خطوات عملية، أولها الاعتراف بالمقاومة دون شعور بالذنب، ثم كتابة الأسباب الحقيقية للتطوير بخمس كلمات واضحة تمنح معنى وتذكّر الهدف عند الفتور. كما دعت إلى ترسيخ “إشارات نجاح” يومية صغيرة مثل وضع علامة على التقويم، إشعال شمعة، رش عطرك المفضل، أو مكافأة نفسك بفنجان قهوة، لأن الدماغ يرتبط بصريًا بهذه الإشارات ويفرز هرمون الدوبامين الذي يعزز الاستمرار.

واختتمت الضاهر حديثها بالتأكيد أن أغلب الأشخاص لا يتوقفون عن تحقيق أهدافهم بسبب فشل في التخطيط، بل لأنهم لا يعرفون كيف يحتويون أنفسهم أثناء التعثر، داعية كل فرد إلى أن يكون رحيمًا مع ذاته وهو يسعى نحو تطويرها.