أخبار اليوم – تالا الفقيه - قال الخبير التربوي نور الدين نديم إن التذمر الحاصل بين معلمي وطلبة المرحلة الثانوية بشأن طول مناهج اللغة الإنجليزية يشير إلى أزمة تصميم تربوي تحتاج مراجعة جادة، موضحًا أن المناهج الجديدة عادة ما تخضع لفترة تجريبية تتلقى خلالها الوزارة والمركز الوطني للمناهج تغذية راجعة من الميدان يفترض أن تبنى عليها إعادة الهيكلة للسنة التالية.
وبيّن نديم أن منهاج اللغة الإنجليزية، وخاصة “هاي نوت جوردن”، تعرض لانتقادات واسعة بسبب كثافة محتواه وعدم تناسبه مع الزمن المتاح للتدريس، مشيرًا إلى أن المشكلة لا تقتصر على هذا المنهاج فقط، بل طالت مواد أخرى مثل التاريخ والتربية الإسلامية حيث ظهرت ملاحظات تتعلق بطول المحتوى أحيانًا، أو قلته في أحيان أخرى، إضافة إلى الحشو وضعف الملاءمة لمستوى الطلاب.
وأشار إلى أن جوهر المشكلة يكمن في فجوة بين من يضع المنهاج ومتطلبات الواقع داخل المدارس، موضحًا أن صانع المنهاج قد لا يكون قريبًا من الميدان أو مارس التدريس مؤخرًا، كما أن تأهيل المعلمين للتعامل مع هذه المناهج لا يتم بما يتناسب مع حجم التغيير.
وأكد أن المطلوب تخطيط واقعي لا تنظيري، وإشراك المعلمين العاملين فعليًا في الميدان، بالإضافة إلى قياس مستويات الطلبة، ودراسة احتياجات تدريب المعلمين، ومراجعة القرارات بشكل عاجل لأن تأثيرها يمس محور العملية التعليمية وهو الطلبة أنفسهم.
وختم نديم حديثه بالتأكيد أن هذه الملاحظات تحمل دلالات مهمة، وأن مواصلة الحوار حول التعليم عبر منصة “بودكاست أخبار اليوم” تهدف إلى وضع spotlight على القضايا التي تحتاج إصلاحًا حقيقيًا داخل المنظومة التربوية.