بني مصطفى: التفكير المفرط دائرة قلق مغلقة تقلق جودة الحياة

mainThumb
بني مصطفى: التفكير المفرط دائرة قلق مغلقة تقلق جودة الحياة

11-12-2025 11:52 AM

printIcon

أخبار اليوم – تالا الفقيه

قالت الاستشارية النفسية والاجتماعية الدكتورة مرام بني مصطفى إن تسارع الإيقاع الحياتي وتضخم الخيارات حول الفرد دفع كثيرين إلى حالة مستمرة من التفكير الزائد، ذلك الزائر الثقيل الذي يصعب أن يغادر الرأس بسهولة، موضحة أن هذا النوع من التفكير الذي يبدو في ظاهره سمة إيجابية، يكشف العلم اليوم وجهًا آخر له بوصفه من أكبر معوقات اتخاذ القرار.

وأشارت بني مصطفى إلى أن الدراسات الحديثة تؤكد أن التفكير المتعمق يحفز دوائر القلق في الدماغ، فيجعل الإنسان أكثر خوفًا من الخطأ وأكثر ترددًا في المبادرة، فيدخل في دائرة مغلقة: تفكير يولد قلقًا، والقلق يولد تفكيرًا جديدًا، ما يعيق الحسم ويضعف القدرة على رؤية الصورة الكاملة للحياة.

وأكدت أن الانشغال المفرط بالتفاصيل الصغيرة يحرم الإنسان من الاستمتاع ببساطة اللحظات اليومية ومن مراقبة الجمال الذي يمر من حوله، لأن الدماغ يصبح مرهقًا وغير قادر على فرز المهم من غير المهم، وتظهر نتيجة ذلك في الحياة الاجتماعية والعائلية والمهنية حيث يتحول الشخص إلى مراقب قلق لا يستمتع بشيء ولا يحسم قراراته.

وأضافت أن التفكير الزائد يضعف الثقة بالنفس، وهي ركيزة أساسية لاتخاذ أي قرار، فحين يفقد الإنسان قناعته بقدرته على اختيار ما يناسبه يصبح أسيرًا للاعتقاد بأن كل الاحتمالات سيئة، وهذا يقود في الغالب إلى قرارات مبنية على الخوف لا على المنطق.

وأوضحت أن تضخم المعلومات عبر منصات التواصل والمواقع الإلكترونية ومحركات البحث والكتب الرقمية خلق ضغطًا مجتمعيًا غير مسبوق يدفع الكثيرين إلى الإفراط في التحليل، حتى صنف العلماء هذه الظاهرة كتوتّر عقلي واسع الانتشار، خاصة بين الشباب والنساء الباحثين عن القرار المثالي.

وأشارت بني مصطفى إلى أن الحل يقوم على تنظيم التفكير ضمن حدود صحية، عبر اتخاذ قرارات تتناسب مع ظروف الفرد وميوله وطاقته الجسدية والنفسية والاجتماعية والمادية، إضافة إلى تعلم مهارات اتخاذ القرار تدريجيًا ومهارات حل المشكلات بطريقة محددة وواضحة.

ودعت إلى ممارسة أساليب تساعد على تفريغ الضغط مثل الكتابة، إلى جانب إعادة البناء المعرفي لضبط أنماط التفكير ومنع العقل من السقوط في فخ الحيرة المفتوحة والتوتر المستمر دون الوصول إلى خيارات ملائمة.

وختمت بني مصطفى بالتأكيد أن الإنسان قادر على الخروج من هذه الدائرة إذا أعاد ترتيب أفكاره وسمح لنفسه بهامش صحي للحسم دون مطالبة بالكمال أو المطابقة الصارمة للتوقعات الخارجية، متمنية للجميع حياة أكثر وعيًا وطمأنينة.