الدكتور عساف الشوبكي
ماجد شاهر الغنانيم العبادي مخترع نعم مخترع وله اختراعات عديدة لو حظيت بإهتمام رسمي لاستفاد الوطن كثيراً من ابداع هذا الأردني صاحب الدماغ العلمي الكبير
اخترع كاربوريتر يحول السيارات للعمل على الغاز المسال والغاز الطبيعي، وهذا يعتبرحلا استراتيجيا لمشكلة الطاقة في الأردن. اختراعه هذا كان عام 1990م ولقي اهتماما من المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا لكنه لم يحصل على موافقة حكومية لتعميم اختراعة حتى اليوم
#، لا يعاقب المبدع برصاصة ولا يسجن خلف القضبان، بل يقتل بطريقة أكثر قسوة وهدوءا تبدأ بالإهمال، والتهميش، والإقصاء البارد. وهذه ليست مبالغة، بل الواقع الذي عاشه المخترع الأردني ماجد شاهر الغنانيم العبادي.
وفي عام ١٩٨٩ قام باختراع سرير الطفل الذكي و تم تسجيل هذا الاختراع بذلك الوقت في الأردن حيث يعمل هذا السرير على الاستشعار ببكاء الطفل وهزه حتى ينام ووظائف اخرى لسلامة الطفل وراحته ولم يجد المخترع ماجد العبادي اهتماماً به ولا اهتماماً باختراعاته من الجهات المختصة……
الغريب في الأمر أن نسخة مطابقة من السرير الذي اخترعه ماجد
نزلت للأسواق صناعة صينية ويابانية قبل عام فقط فكيف لو اهتمّ المسؤولون في بلدنا وصنعوا هذا السرير منذ أكثر من ثلاثين عاماً وتم فتحُ مصنعٍ لهذا الغرض وتم تصديره إلى العالم كصناعة اردنية؟
ماجد قام عام 1991بإنارة قرية بالكهرباء باسطوانة غاز .
واخترع مانعَ انطباقِ ابواب المنازل على اصابع الاطفال والاشخاص وبتكلفة بسيطة جدًا
واكتشف اخطاء صناعية لبعض السيارات العالمية وتعديلها
وقام بتصميم العديد من الوسائل التعليمية.
وقام بصناعة اجهزة لثلاثة مشاريع استثمارية لاحدى مؤسسات هذا الوطن وبعد صناعة اول جهاز في هذه المؤسسة وبعد اجتياز جميع الفحوصات الفنية واجازته من قبل اللجنة المختصة توقف العمل عند هذا الحد نتيجة لرحيل المسؤول الاول في هذه المؤسسة عن منصبه ونقل جميع الفريق المشرف على هذا الجهاز الى جهات اخرى .
مشكلة كبيرة تواجه المبدعين في بلدنا كماجد وامثاله أن المشاريع والبرامج في المؤسسات ترتبط باشخاص المدراء والمسؤولين لا باستراتيجيات وخطط ثابتة وعندما يتغير المسؤول تلغى المشاريع، وتغلق الملفات، ويترك المخترع وحيدا بلا نافذة رسمية واحدة تنهي المسار أو تكمله.
في وطننا الحبيب ، لا يحتضن المبدع ولا يتم دعمه، يصبر ويصبر ويحبط او تتلقفه دولٌ رفعت من قيمة العلم والعلماء واختارت سياسة الإبداع والتميز نهجاً وطريقاً لاستمرار حياتها بتقدمها علمياً وتكنلوحياً وصناعياً
لماجد وأمثال ماجد عقول كبيرة أفكار ناضجة ولدت وعرضت على المسؤولين قبل أن تستورد جاهزة من الخارج،.
وعند ماجد وأمثاله حلول محلية لمشاكل الطاقة والصناعة والصحة والتكنولوجيا.
المشكلة ليست في افكار وحلول هؤلاء ، بل في من يخاف من تلك الحلول والأفكار من مسؤولين يخشىون اتخاذ القرار، من لجنة تفضل الاستيراد على المخاطرة، ونظام إداري فاشل مرتجف لا يستطيع مواكبة مثل هؤلاء المبدعين،
ويترك الأمور كما هي (ومريّح رأسه).
لايمكن أن نصل يوماً إلى مصاف أي بلد متقدم صناعياً وعلمياً وتكنلوجياً دون الاهتمام بالمبدعين ودون الاهتمام بالبحث العلمي ودون الاهتمام بالتطوير ودون تغيير نهج ادارات الدولة ودون تغيير سياسة اختيار المسؤولين وإيجاد معايير جديدة مواكبة للتطور العلمي والصناعي والتكنولوجي في العالم.