أكبر مسجد في إفريقيا .. ما هي قصة مسجد الجزائر الأعظم؟

mainThumb

13-06-2023 12:13 PM

printIcon

فاطمة الزهراء - يأتي مسجد الجزائر الأعظم مشروعًا دينيًا ثقافيًا فكريًا طال انتظاره ليبرز هوية الجزائر الحقيقية ويطرد بقايا الآثار الاستعمارية التي سعت فرنسا جاهدةً لتخليدها بطابع مسيحي تبشيري.

يقع مسجد الجزائر الأعظم ثالث أكبر مسجد في العالم بعد الحرمين الشريفين وأكبر مسجد في إفريقيا في قلب العاصمة الجزائرية قبالة الواجهة البحرية وعلى وجه التحديد في حي "المحمدية"، هذا الحي الذي يُطربُ الآذان اسمه، والذي جاءت تسميته نسبة إلى الرسول الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- ردًا على عدوان استعماري ناضل لمحو الهوية الإسلامية من المنطقة.

كان يطلق على المنطقة "لافيجري" نسبة للكاردينال الفرنسي شارل لافيجري، الذي أسس خلال الفترة الاستعمارية جمعية المُبشرين التي عرفت باسم "الآباء البيض" بهدف تنصير الجزائريين، حيث كانت معقلًا للتنصير آنذاك.

وقد علّقت في هذا الصدد باحثة التاريخ الجزائرية ليلى بلقاسم، وقت افتتاحه عام 2020 في ذكرى اندلاع ثورة التحرير الجزائرية السادسة والستين، قائلة: "من لافيجري إلى الجامع الأعظم.. انتصار على من أراد تغيير هويتنا الضاربة في التاريخ".

يتجلّى تميُّز هذا المسجد في مئذنته، أكبر مئذنة في العالم التي تفوق 265 متر ودعائم بعمق 60 مترا، وتتشكل المئذنة من 43 طابقا خصص 15 منها كفضاء لاحتضان متحف يخص تاريخ الجزائر و10 طوابق كمركز للبحوث بالإضافة إلى محلات تجارية، كما وضع منظار في قمة المئذنة ليتمكن زوار الموقع من الاستمتاع بجمال خليج العاصمة.

ويحتضن جامع الجزائر كذلك "دارا للقرآن" بطاقة استيعاب تقدر بـ 1500 مقعد موجه للطلبة الجزائريين والأجانب ما بعد التدرج في العلوم الاسلامية والعلوم الانسانية، وتضم المدرسة قاعات لإلقاء الدروس وقاعة متعددة الوسائط وقاعة للمحاضرات، كما يتضمن الجامع بنايات أخرى على غرار مركز ثقافي يحتوي بهوا للعرض ومكتبة تستوعب مليون كتاب.

 يضم قاعة صلاة رئيسية تتسع لـ 120,000 مصل، كما يحتوي المسجد على باحة خارجية للصلاة مرافقة للمسجد، هي امتداد لقاعة الصلاة بمساحة 20 ألف متر مربع، بها قاعة للمطالعة وأخرى متعددة الاستخدامات.

وللرئيس الجزائري الحالي، عبد المجيد تبون الكثير من المواقف التي تربطه بمسجد الجزائر الأعظم قولًا وموقفًا، فقد كان أيام وضع حجر الأساس في هذه الصرح الشامخ وزيرًا لوزارة السكن التي تشرف بشكل مباشر على المشروع، وقد قال ردًا على الحملة التي شُنت على الجزائر إثر تشييد المسجد الأعظم " لن يتركك من حوّلت له حيًا سكنيًا حمل اسم المبشر الفرنسي لافيجري إلى المحمدية، لتضع فيه المسجد الأعظم الذي يغطي بظلاله كل أذنابه"

وتابع، "ونحن نقول بدورنا إن التاريخ لا يرحم، لأنه عاد ليخبرنا بأن الكاردينال لافيجرري كان يقايض الجوعى من الفقراء الجزائريين بالتخلي عن دينهم مقابل الخبز، ومع ذلك صمد الجزائريون وفضل كثير منهم الموت جوعا وقمعا على ترك الدين الإسلامي والدخول في ديانة المستعمر"

وأوضح في أكثر من مناسبة، أن المسجد الأعظم سيكون منارة إسلامية على مستوى كل الدول الإسلامية، "أحب من أحب وكره من كره".

 يتزيّن مسجد الجزائر الأعظم بزخارف إسلامية استعملت في تصميم المسجد كانت مستوحاة من التراث المغاربي الأندلسي الجزائري، بمرجعية وهوية جزائرية بحتة.

كما تخفي زخرفة المسجد وراءها دلالات ورمزيات وقصص من تاريخ الجزائر المجيد، ومن بين الرمزيات الإسلامية التي بُني عليها المسجد خاصية المربع التي ترمز لعدة دلالات مثل الكعبة المشرفة، والأشهر الأربعة، والكتب السماوية الأربعة، والجهات الأربعة وغيرها من الرمزيات، الموجودة في العمارة الاسلامية الجزائرية.

واستُعملت أربعة أنواع من الزخارف، استحوذت الزخرفة الهندسية على حصة الأسد فيها، بالإضافة إلى الزخرفة النباتية والخطية وكذا زخرفة المقاييس التي وضعت في المحراب.

وقد أُنجزَت بعض الزخارف عن طريق اليد وعلى يد حرفيين جزائريين، فالمنبر أُنجِزَ في ولاية المدية.



news image
news image
news image
news image
news image
news image
news image
news image
news image
news image
news image