أبو الرُب: قرابة 100 أردني في أوكرانيا وجميعهم بخير

mainThumb

07-03-2023 10:01 AM

printIcon

خاص - تتوالى العمليات العسكريّة الروسيّة في أوكرانيا، خاصةً على حدود مدينة باخموت بإقليم دونباس شرقي أوكرانيا التي تحاصرها القوات الروسيّة منذ أسابيع وتضيق الخناق عليها في هذه الساعات، مع عدم قدرة أيٍ من الطرفين على حسم المعارك على الأرض وغياب أية حلول سياسيّة توقِف الحرب التي دخلت عامها الثاني.


الزميل سمير الصمادي يحاور من أوكرانيا رئيس المركز الأوكراني للتواصل والحوار، الدكتور عماد أبو الرُب حول الحرب الأوكرانيّة - الروسيّة، حيث أوضح تطورات الأحداث في مدينة باخموت، والجديد على الساحة الأوكرانية، وأحوال الأردنيين في أوكرانيا تحت وطأة الحرب.
صرّح أبو الرُب أنه ومنذ استعادة القوات الأوكرانيّة لقرابة 40% من مجموع الأراضي التي احتلتها روسيا، كثّف الجيش الروسي حشده للجنود والعتاد مستفيدًا من قوات "فاغنر" الخاصة والقوات الشيشانيّة لمحاولة حسم المعركة وضم مدينة باخموت عن طريق حصارها للسيطرة على باقي مناطق أقليم "دونباس"، لتَعتبرَ روسيا ذلك انجازًا عسكريًا ونصرًا مرحليًا، مضيفًا أنَّه رغم الخسائر الأوكرانيّة إلّا أنَّ الخسائر في القوات الروسيّة وقوات "فاغنر" الخاصّة أكبر، وهذا باعتراف قائد قوات "فاغنر" الذي وصف المقاومة الأوكرانيّة بأنها شرسة.

وحول الأردنيين في أوكرانيا أوضح أبو الرُب أنَّ قرابة 100 أردني يحملون الجنسيّة الأوكرانيّة لم يغادروا البلاد؛ بسبب قانون الطوارئ الذي يمنع من تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عامًا من الشباب والرجال من السفر، كما أنَّ بعضهم لديه بيوتًا وأملاكًا وتربطهم علاقات مصاهرة هناك، تحول دون مغادرتهم.
وأضاف أبو الرُب :"أعتقد أنَّ قرابة 90% ممن غادروا أوكرانيا لم يعودوا لعدم استقرار الأوضاع وتزايد حِدّة المواجهات، مع نزوح ثُلث الشعب الأوكراني".
وعن كيفية تواصل أبناء الجالية الأردنيّة فيما بينهم أشار إلى أنَّ اللقاءات التي تعقد في المناسبات الوطنيّة والدينيّة، والاجتماعات في المساجد والمطاعم العربيّة؛ تُعد وسيلة للتواصل والتكافل بينهم ناهيك عن وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدًا صحة وسلامة الأردنيين المقيمين في أوكرانيا.
وفي السياق ذاته تطرّق أبو الرُب لدور وزارة الخارجيّة الأردنيّة التي بذلت جهودًا حثيثة لحماية وسلامة الأردنيين هناك، من خلال الاتصال معهم وتقديم النصح وتوفير المأوى لهم لحين إجلائهم لأرض الوطن، مُعربًا عن بهجته وفخره بالأداء الذي تميّز به الأردن عن باقي دول العالم.
وتابع أبو الرُب قائلًا:" ربما ستحسِم القوات الروسيّة سيطرتها على هذه المنطقة لكن يصعُب التكهّن في قدرتها على المحافظة والسيطرة الكاملة والدائمة على باخموت، في ظل سعي أوكرانيا لتجميع المعدات العسكرية الأمريكية والأوروبية التي وعدت بها؛ لتشنَّ هجومًا مضادًا تستعيد بهأراضيها المحتلّة".
ونوَّهَ إلى أنَّ أغلب مدن وسط وغرب أوكرانيا آمنة وتتعرض شهريًا لهجمتين روسيتين من خلال القصف بالصواريخ والطائرات المُسيّرة، بينما الجبهتين الشرقية والجنوبية مستعرتان ويجري فيهما قتالًا ضاريًا يُوقع عشرات القتلى والجرحى في صفوف الجانبين.
وفي معرض ردِّه عن سؤال حول وجود أُفق للحل السلمي بيّن أبو الرُب أنَّ غياب مسار المفاوضات الدبلوماسيّة بين الجانبين مع تصاعد وتيرة الحرب وسعي كل طرف للحصول على مزيد من المعدات والذخائر، وغياب التأثير اللازم لمنظمة الأمم المتحدة ومؤسساتها، يقف عائقًا أمام التوصل لحلٍ سلمي.
ودعا أبو الرُب إلى طرح مبادراتٍ ووساطاتٍ جادّةٍ لدولٍ حياديّةٍ ليس لها مصلحةٌ في الحرب، وحريصةٌ على إيجاد توافقٍ بين الأطراف، فتركيا التي انفردت بجمع الطرفين عدّة اجتماعات نتج عنها تبادل للأسرى وفتح ممر آمن لنقل الحبوب والمواد الغذائيّة للسوق الخارجي، والسعودية التي تمتلك ثقلًا دوليًا وخبرةً واسعةً في هذا المجال؛ قادرتان على الإضطلاع بدورٍ من شأنه الوصول لحلٍ سلميّ يُنهي الحرب بين الجانبين.

يُشار إلى أنَّ الدكتور عماد أبو الرُب أردنيّ ويحمل الجنسيّة الأوكرانيّة ويقيم هناك منذ عام 2001، بالإضافة إلى أنَّه يشغل رئيس المركز الأوكراني للتواصل والحوار، فإنه عضوٌ في المجلس العام لإدارة سياسة القوميّات والحريّات الدينيّة التابعة لرئاسة الوزراء الأوكرانيّة، ويحمل شهادة الدكتوراة في الفلسفة ويعكف حاليًا على إعداد رسالة الأستاذيّة في التخصص ذاته.