أخبار اليوم - صفوت الحنيني - أكدت، الباحثة في العلوم السياسية، أن السياحة في الأردن لم تعد مجرد مظهر من مظاهر الجمال الطبيعي أو الإرث الحضاري، بل أصبحت إحدى أهم ركائز الاقتصاد الوطني وأدوات تعزيز الأمن الاجتماعي والانتماء الوطني.
وأشارت زريقات إلى أن تنمية القطاع السياحي لم تعد ترفًا اقتصاديًا، بل ضرورة وطنية تفرضها متغيرات العصر، ومتطلبات التنمية المستدامة، ورؤية الدولة في بناء اقتصاد متنوع ومتين. وقالت: "مع بداية موسم الصيف، تتجدد أمام الأردن الفرصة لتقديم صورة حقيقية للعالم، كبلد آمن، مستقر، مضياف، يعتز بتاريخه ويصنع حاضره بثقة وعزيمة".
وفي هذا الإطار، نفذت اللجنة التنفيذية المنبثقة عن اللجنة السياحية لحزب الميثاق الوطني زيارة ميدانية إلى محافظات الشمال، هدفت إلى الاطلاع المباشر على واقع القطاع السياحي ورصد التحديات الحقيقية التي يواجهها العاملون فيه، بعيدًا عن التقارير الورقية والانطباعات المسبقة.
وأكدت اللجنة التزامها برفع نتائج هذه الزيارات إلى كتلة "ميثاق" البرلمانية، لتُبنى عليها سياسات وطنية فاعلة تعزز من دور السياحة كمحرك اقتصادي وطني، مشيرة إلى أن التحول نحو العمل الميداني يعكس وعيًا حقيقيًا بحاجات الواقع وتطلعات المواطنين.
السياحة مسؤولية وطنية مشتركة
وشددت زريقات على أن النهوض بالقطاع السياحي مسؤولية وطنية تشاركية، تتكامل فيها أدوار المؤسسات الرسمية والقطاع الخاص والمجتمع المدني والمواطن ذاته، الذي يجب أن يدرك أن كل سائح هو فرصة استثمارية، وكل موقع أثري هو جزء من رأس المال الوطني الذي يتطلب صيانته وحمايته.
وأضافت: "ما تقوم به اللجنة الحزبية هو تأكيد على أن حماية الأردن وتعزيز اقتصاده يبدأ من الميدان، من خلال الاستماع لصوت العاملين في القطاع، والعمل الجاد على تطوير الأداء بما يليق بطموحات الأردن ورسالته الحضارية".
السياحة الداخلية.. رافعة للانتماء والدخل القومي
وأشارت إلى أن السياحة الداخلية، مع انطلاق موسمها الجديد، تبرز كرافعة أساسية ليس فقط لزيادة الدخل القومي، بل لتعزيز ثقافة الانتماء الوطني وربط المواطن بجذوره وهويته، مؤكدة أن كل تجربة سياحية ناجحة تكتب صفحة جديدة من الولاء والانتماء، وتعزز الشعور بالمسؤولية تجاه مقدرات الوطن وصورته.
رسالة حضارية للعالم
واختتمت زريقات بالقول: "رغم التحديات الإقليمية والدولية، يواصل الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم، بناء الإنسان وترسيخ الاستقرار وحماية الهوية. السياحة ليست فقط مصدر دخل، بل هي رسالة حضارية وإنسانية للعالم أجمع".
ودعت جميع الجهات الرسمية والشعبية إلى حمل هذه الرسالة بإخلاص، والعمل على جعل السياحة الأردنية عنوانًا للهوية الوطنية، وسفيرة صامتة تنطق بكل لغات العالم عن قصة وطن لا يشبه سوى ذاته.