سياسي لبناني لـ"أخبار اليوم": السلطة الفلسطينية تركت العمل النضالي والثوري واتجهت للعمل السياسي لتحصيل حقوق الفلسطينيين

mainThumb
سامر كركي

30-03-2024 02:20 PM

printIcon

أخبار اليوم - صفوت الحنيني - مع تصاعد الأحداث في قطاع غزة، اختلفت المواقف السياسية ما بين دولة لأخرى، فمنها من قطع علاقاته الدبلوماسية مع الاحتلال احتجاجا على ارتكاب جرائم حرب بشكل متواصل، ومنها ما بقيت متفرجة "بارزة العينين"

السلطة الفلسطينية، والتي من المفترض أن يكون موقفها أكثر قوة وأشد لهجة، حسب تعبير بعض المحللين السياسيين العرب، فلا بد لها أن تعيد ترتيب الأوراق والتلويح بإنهاء اتفاقية أوسلو، والتي من المعروف أن بنودها ليست في الصالح الفلسطيني.

تعتبر اتفاقية أوسلو، التي وُقِّعَت في 13 سبتمبر/ أيلول 1993، أول اتفاقية رسمية مباشرة بين إسرائيل ممثلة بوزير خارجيتها آنذاك شمعون بيريز، ومنظمة التحرير الفلسطينية، ممثلة بأمين سر اللجنة التنفيذية ياسر عرفات.

وكان إعلان المبادئ والرسائل المتبادلة قد شكل نقطة فارقة في شكل العلاقة بين منظمة التحرير الفلسطينية والاحتلال، التزم بموجبها الأطراف بالعديد من الالتزامات ومنها:

التزام منظمة التحرير الفلسطينية على لسان رئيسها ياسر عرفات بحق دولة "إسرائيل" في العيش في سلام وأمن والوصول إلى حل لكل القضايا الأساسية المتعلقة بالأوضاع الدائمة من خلال المفاوضات، وأن إعلان المبادئ هذا يبدأ حقبة خالية من العنف، وطبقا لذلك فإن منظمة التحرير تدين استخدام الإرهاب وأعمال العنف الأخرى، وستعدل بنود الميثاق الوطني للتماشي مع هذا التغيير، كما وسوف تأخذ على عاتقها إلزام كل عناصر أفراد منظمة التحرير بها ومنع انتهاك هذه الحالة وضبط المنتهكين.

حكومة الاحتلال أعلنت التزامها من خلال  رئيس وزرائها إسحق رابين أنه في ضوء التزامات منظمة التحرير الفلسطينية، الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل للشعب الفلسطيني، وبدء المفاوضات معها.

المحلل السياسي اللبناني سامر كركي قال في حديثه ل "أخبار اليوم" إن أيديلوجية السلطة الفلسطينية اختلفت عما بدأت عليه وهو العمل النضالي والثوري، واتجهت إلى العمل السياسي معتبرها إياه الأساس في تحصيل حقوق الفلسطينيين.

كركي أوضح أن توالي الحكومات "الإسرائيلية" المتطرفة كان سبباً بعدم تحقيق السلطة مبتغاها آنذاك، فبدأت بمقتل رابين، واستلام بيريز وشارون وصولا لنتنياهو الذي تولى رئاسة الحكومة "الإسرائيلية" من عام 2009 حتى عام 2021، وكان قبلها قد شغل ذات المنصب منذ عام 1996 حتى 1999 حيث يعتبر رئيس الوزراء لأطول فترة.

وبين كركي أن السلطة الفلسطينية تحاول أن تلمع من نفسها أمام الأنظمة السياسية الحيوية وأيضا للدول العربية، حتى تصبح سلطة بديلة في القطاع بعد نهاية الحرب الجارية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، والتي استشهد فيها حتى الآن أكثر من 32 ألف شهيد.

وفي السياق ذاته، قال كركي إن السلطة تعتبر الحل السياسي والسلمي بديلا لإستراتيجية الخروج "الإسرائيلي" من فلسطين، في الوقت التي استغنت فيه عن العمل المقاوم منذ فترة طويلة...