أخبار اليوم - لم تكتفِ آلة الحرب الإسرائيلية بقتل الأطفال في قطاع غزة، بل سعت أيضًا إلى طمس أحلامهم، ومن بينها أحلام مئات الأطفال بأن يصبحوا نجومًا في عالم كرة القدم، عبر الاستهداف المباشر للمواهب الرياضية وتدمير البنية التحتية للملاعب والأكاديميات.
فمع استمرار العدوان الإسرائيلي، يجد الأطفال الغزيون أنفسهم محرومين من ممارسة هوايتهم المفضلة، وقد أجبرتهم ظروف الحرب على الانشغال بتأمين احتياجات أسرهم، بدلًا من مواصلة التدريب وتطوير مهاراتهم الكروية.
ولم تميز الحرب بين صغير وكبير، فقد استشهد أكثر من 15 ألف طفل، بينهم نحو 100 لاعب كرة قدم مسجلين ضمن أندية وأكاديميات في غزة، وفق مصادر محلية. أطفالٌ كان يُتوقع لبعضهم مستقبل واعد في "الساحرة المستديرة"، لكن رصاص الاحتلال أنهى تلك الأحلام في مهدها.
ورغم توثيق استشهاد لاعبين بشكل أسبوعي تقريبًا، لم يصدر أي موقف من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، إزاء ما يتعرض له الرياضيون في غزة من جرائم إبادة.
عضو اتحاد كرة القدم الفلسطيني، سامر ظاهر، قال لـ "فلسطين أون لاين" إن الاحتلال اعتاد على استهداف المواهب الفلسطينية بمختلف الطرق، لا سيما الأطفال، لأنهم يمثلون مستقبل فلسطين الرياضي والوطني، في ظل غياب أي رادع دولي.
وأكد ظاهر أن الاتحاد الفلسطيني يُطلع "الفيفا" باستمرار على الانتهاكات الجسيمة بحق الرياضيين، ويطالب بمحاسبة الاحتلال الذي ينتهك كل الأعراف والمعايير الدولية.
وأضاف: "الاحتلال حرم العشرات من ممارسة الرياضة، بعد أن بتر أطرافهم أو أصابهم بإعاقات دائمة، فضلًا عن تدمير الملاعب والمنشآت، وهي جرائم يعاقب عليها القانون الدولي".
وطالب ظاهر الاتحاد الدولي والمؤسسات المعنية بتوفير بيئة آمنة للرياضيين، خصوصًا الأطفال، معبّرًا عن استغرابه من "الصمت المريب للفيفا"، رغم توفر الأدلة الكافية وتعدد المناسبات التي كان يمكنه أن يتحرك فيها.
من جانبه، قال أدهم المقادمة، مدرب مدرسة الكرة في نادي الهلال الرياضي، إن الاحتلال أعدم أجيالًا من المواهب الكروية، مشيرًا إلى أن الحرب تسببت في توقف التدريبات في أهم مراحل تطور الطفل الرياضي.
ولفت إلى أن نجله حاتم (13 عامًا) كان من أبرز المنتسبين للمدرسة، وكان يُعوّل عليه كثيرًا، لكن الظروف الحالية أطاحت بأحلامه كما أطاحت بأحلام العشرات من أقرانه.
أما رجب السراج، رئيس مجلس إدارة أكاديمية "تشامبيونز"، فقد عبّر عن حزنه العميق لما آلت إليه الرياضة في غزة، قائلًا: "كنا على مشارف توقيع اتفاقيات مع أندية أوروبية كبرى، وحضر مدرب من نادي ريال مدريد لاختيار المواهب، لكن الحرب أوقفت كل شيء. من الصعب أن تعود الأمور كما كانت قريبًا".
وتشير تقارير رياضية إلى أن الاحتلال قتل أكثر من 280 رياضيًا خلال عدوانه المستمر على غزة، إلى جانب تدميره العشرات من المؤسسات والمنشآت الرياضية، في انتهاك واضح لكل اللوائح والقوانين الدولية الصادرة عن اللجنة الأولمبية الدولية.
فلسطين أون لاين