موجة الفستق تغزو الحلويات في مصر

mainThumb
موجة الفستق تغزو الحلويات في مصر

01-06-2025 10:52 AM

printIcon

أخبار اليوم - ما بين صواني الكنافة ولفائف الكرواسون وصولاً إلى «الكشري الحلو»، حتى المشروبات، استطاع الفستق الحلبي أو «Pistachio» أن يجد لها مكاناً في عالم الحلويات.

لم يعد وجوده مقتصراً على التزيين أو حشو الحلويات الشرقية التقليدية مثل البقلاوة والكنافة، بل أصبح مكوناً أساسياً في العديد من الوصفات العصرية.

بنظرة سريعة يمكن ملاحظة أن معظم أصناف الحلوى تقريباً أصبحت تقدم بطعم «البيستاشيو»، من الكيك إلى الآيس كريم والكرواسون، وأيضاً المشروبات. الآن بات من الملاحظ أن العديد من المقاهي والمحال تضيف مشروب «البيساتشيو فرابيه» إلى قوائمها، الذي يعتمد على تكثيف شراب الفستق مع اللبن والثلج، وحتى المخابز بدأت في ابتكار حلويات مُحشوة بكريمة «البيستاشيو» في استجابة للإقبال عليها.


موضة جديدة يبدو أن هذا الإقبال الذي تحوّل لحالة من الهوس، قد تجاوز كونه مجرد تفضيل شخصي، وتحوّل إلى ظاهرة تعكس كيف تلعب الموضة الغذائية دوراً في تشكيل الاختيارات، وهو تعبير يستخدمه محمد السيد، شيف معجنات وحلويات، يقدم حلوى «الدوناتس» المحشوة بكريمة «البيستاشيو» في المتجر الذي يعمل به.

يقول الشيف المصري لـ«الشرق الأوسط»: «(البيستاشيو) صار موضة في عالم الحلويات، تماماً كما كانت تحظى نكهة كريمة بسكويت اللوتس باهتمام كبير قبل سنوات».


ويرى أن «(البيستاشيو) مرتبط بصورة ما بفكرة الفخامة والرقي؛ لأن الفستق بالأساس هو نوع من المكسرات مرتفعة السعر، وقد صعدت شعبيته بشكل كبير بعد الشهرة التي حققتها (شوكولاته دبي) وتم تقليدها في شتى أنحاء العالم، خصوصاً ربط الكنافة بالفستق كمُكوّن للحشوات».

ويضيف: «إلى جانب الحشوات التقليدية كالكاسترد والشوكولاته، انضمت كريمة الفستق كحشوة في قائمة المخبوزات، أو حتى في كعك العيد كما شاهدنا هذا العام، وهذا كله جعل هناك اتجاهاً كبيراً لتصنيعه».

الاهتمام بـ«البيستاشيو» تحوّل إلى مادة للسخرية على مواقع التواصل أو حتى في الأفلام المصرية. ففي فيلم «الحريفة» الكوميدي الذي عُرض هذا العام، يُفاجأ أحد أبطال الفيلم الذي ينتمي لطبقة فقيرة، أن طلبة إحدى الجامعات الأجنبية الخاصة يشترون قطعة الكرواسون المحشوة بـ«البيستاشيو» بما يقارب 400 جنيه مصري، فيقرر تصنيع الكرواسون وحشوه بـ«البيستاشيو الصناعي»، ليبيع قطعة الكرواسون بسعر منخفض، فيجذب قطاعاً أكبر من الطلبة للشراء، وترتبط عندها شعبيته بـ«كرواسون البيستشايو».

يشير الشيف المصري هشام إسماعيل إلى أن هناك استجابة كبيرة في السوق لنجاح ثنائي «البيستاشيو» والكنافة المستوحى من تركيبة شوكولاته دبي، «صار هناك آيس كريم بالفستق والكنافة، والكرواسون المحشو بعجينة (البيستاشيو)، وحتى أطباق الحلوى التي تعتمد على التركيبات الجديدة والكثيفة، مثل (الكشري الحلو) الذي يمثل طبقات من الأرز باللبن والكنافة والكثير من صوص (البيستاشيو) والشوكولاته، وكذلك (كيكة هبة دبي) التي تُعد من الأطباق الثقيلة التي تحتوي على طبقات من الكعك وصوص الشوكولاته و(البيستاشيو) والكنافة»، كما يقول لـ«الشرق الأوسط».

الفستق الكاذب ويتراوح سعر كيلو الفستق في مصر حالياً من 700 إلى 3000 جنيه (الدولار يساوي 50.46 جنيه)، ويختلف السعر بناءً على النوع، وحجم الحبة، وإذا ما كان محمصاً أو مقشراً، ومكان البيع.


ومن بين الوصفات التي تقدمها الشيف ليلى عبد التواب لمتابعيها على «غروب» الطبخ الخاص بها على «واتساب»، هي وصفة مُفصلة لخطوات صناعة «الفستق الكاذب»، تقول ليلى لـ«الشرق الأوسط»: «الأطفال والجيل الجديد يميلون لتجربة أصناف الحلويات الجديدة الذي يشاهدونها بكثرة على (تيك توك)، وعلى رأسها هذه الأيام الحلويات التي تستخدم طبقات كثيفة من صوص (البيستاشيو)، ويكون في العادة صناعياً ومليئاً بالزيوت المهدرجة الضارة، لذلك فأنا أقدم وصفتي تلك لتواكب هذا الترند ولكن بمحاولة لاجتناب أخطاره الصحية بتصنيعه منزلياً».

تقدم ليلى مقادير محددة لما تطلق عليه الفستق الكاذب الذي يستبدل بالفستق مرتفع السعر الفول السوداني، وتقول: «نُحضّر كيلوغراماً من الفول السوداني ونطحنه طحناً خشناً دون أن يصبح ناعماً، ثم نضعه في وعاء كبير ونضيف إليه نقطتين من لون الطعام الجيلاتيني الأخضر أو كمية صغيرة من البودرة الملونة بعد تذويبها في نحو نصف كوب من الماء، بالإضافة إلى ملعقة صغيرة من خلاصة نكهة الفستق المتوفرة لدى العطارين، ونقلّب المكونات جيداً حتى تتجانس، ثم نترك الخليط جانباً لمدة ساعتين ليكتسب الطعم واللون، وبعد ذلك نفرده في صينية وندخله الفرن حتى يتحمّص، وعند إخراجه نتركه يبرد تماماً، ثم نطحنه مرة أخرى للحصول على القوام المطلوب. أما كريمة الفستق فتقول إنه يمكن إعدادها بإضافة «جبن كريمي مع الفستق الكاذب والفانيليا، والزبدة، وهي وصفة صحيّة في النهاية وكذلك موفرة اقتصادياً إلى حد كبير».