أخبار اليوم - قال القيادي الوطني الفلسطيني د. حسن خريشة إن هناك حالة صمت عربية إزاء حرب الإبادة الإسرائيلية الجماعية في غزة والاستيطان الإسرائيلي المتسارع في الضفة الغربية ما يثبت وجود "مؤامرة عربية" للتخلي عن القضية الفلسطينية التي تمر في أحلك ظروفها، مجددا ثقة شعبنا بمقاومته كـ"أمل وحيد" أمام هذه المتغيرات المحلية والعربية والدولية.
وأضاف خريشة في مقابلة مع "فلسطين أون لاين"، أمس، أنه رغم حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ أزيد عن 600 يوم لا يزال شعبنا الفلسطيني متماسكا ينظر لمقاومته بـ"الأمل والثقة" أمام الاحتلال المجرم المدعوم أمريكيا وأوروبيا.
وأشاد بصمود المقاومة التي تطور أدواتها ووسائلها وقتالها ضد جيش الاحتلال الذي يتكبد خسائر بشرية ومادية في غزة يوما بعد آخر ما دفعه لدعم وتسليح "عصابات الإجرام" أخيرا.
وكان زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف أفيغدور ليبرمان، كشف النقاب عن تسليم الاحتلال أسلحة متعددة لـ"عصابات الإجرام" في غزة بأمر من رئيس الوزراء المجرم بنيامين نتنياهو، تعمل بحماية الجيش وتهاجم الفلسطينيين وقوافل المساعدات.
وذكر أن الخطط الإسرائيلية الجديدة الرامية إلى كسر غزة وصمودها والنيل من مقاومتها ستبوء بالفشل كمصير "روابط القرى" في الضفة و"حكم العشائر" سابقا في غزة، وعلل ذلك لأن هناك حالة وعي مجتمعية حول الأهداف الإسرائيلية من وراء ذلك بالإضافة إلى وجود مقاومة قادرة على التعامل مع هذه المستجدات.
وشدد على أن المتغيرات الدولية المتعاقبة التي صنعتها المقاومة منذ صبيحة السابع من أكتوبر 2023م وتمسك الفلسطينيين بحقوقهم الثابتة والمشروعة أحدثت "صحوة ضمير" جماهيرية عالمية.
واستدل بالحراكات الجماهيرية والطلابية والنقابية الأوروبية والأمريكية المناهضة للجرائم الإسرائيلية والتي كان آخرها تسير "تحالف أسطول الحرية" لسفينة "مادلين" لكسر الحصار عن غزة التي قمعتها البحرية الإسرائيلية واحتجزت المتضامنين على متنها ومنعتهم من الوصول إلى غزة.
ودلل أيضا على تسير قافلة "الصمود" لكسر الحصار عن غزة، ثمنا تلك الخطوات التضامنية العربية والأوروبية.
وبحسب منظمو القافلة (تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين) يشارك فيها مئات النشطاء من المغرب وتونس وليبيا والجزائر ومصر، كما أنها لا تحمل مساعدات أو تبرعات ولكن هدفها المشاركة في الحراك العالمي لكسر الحصار على غزة.
في المقابل، أكد فشل مؤسسات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في المنظومة القيمية خلال الحرب الإسرائيلية المستمرة ضد أزيد من 2.3 مليون إنسان في غزة، كما انتقد سقوط المحاكم الدولية التي تعطلت عن تنفيذ قراراتها.
"السلطة في مهب الريح"
وفي الضفة الغربية، تحدث النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي عن عملية عسكرية واحتلال إسرائيلي مباشر لشمال الضفة، دون وجود أية ذرائع للجيش الذي يواصل الدمار والتجريف وسط صمت السلطة الفلسطينية.
وأوضح أن الدمار الإسرائيلي في مخيمات طولكرم وجنين وطوباس ونابلس هدفه القضاء على حالة المقاومة والقضاء على "رمزية المخيم" الشاهد على النكبة الفلسطينية.
وتابع: السلطة منذ بداية حرب الإبادة على غزة اختارت "الانكفاء على نفسها"، ورغم ذلك، حولت (إسرائيل) مخيمات الضفة إلى دمار واسع كدمار غزة، وصادقت على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية وإقامة البؤر الرعوية في الأراضي المصنفة (ج).
وأكمل: السلطة تحاول طرح جزء من "السردية الإسرائيلية": تسليم السلاح، تهجير المقاومين وحتى هذه اللحظة لا تزال قيادتها تراهن على الإدارة الأمريكية و"وهم حل الدولتين" في المقابل ترى (إسرائيل) بالخيار الأخير عبارة عن: "دولة إسرائيلية ودولة للمستوطنين داخل الضفة" ولا حقوق للفلسطينيين.
ورأي أن الخطوات العملية والصلاحيات الواسعة في الضفة لوزير المالية في حكومة الاحتلال بتسلئيل سموتريتش تنم عن خطة إسرائيلية للقضاء على "حكم السلطة".
وحول غياب المقاومة الشعبية ضد الاستيطان في الضفة، تابع: "حتى المقاومة الشعبية السلمية لم تعد تمارس في الضفة" أمام جرائم المستوطنين المتصاعدة بحق القرى والبلدات الفلسطينية.
ولم يقتصر الأمر على ذلك بل "باتت مواجهة المستوطنين لفظية عبر بيانات الإدانة والاستنكار".
وفي ختام حديثه، أعرب خريشة عن ثقته بالمقاومة ووفدها "المفاوض الأمين"، جازما بأن النصر سيكون حليف المقاومة وشعبنا الصامد أمام آلة العدوان الإسرائيلي.
المصدر / فلسطين أون لاين