أخبار اليوم - الحلم بأن تكون أخصائية علاج طبيعي جعل الشابة بتول المشهراوي تجتهد في دراستها الثانوية العامة على الرغم من توقف العملية التعليمية بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، لكنها كانت تواظب على الدراسة أملا بأن يأتي اليوم الذي تعقد فيه امتحانات الثانوية العامة وتقترب من تحقيق حلمها.
لكن السابع عشر من شهر مايو حمل لـ" بتول" وأسرتها سيناريو لم يكن بالحسبان ابدا فأثناء خروجها من تلقي درس خصوصي حدث قصف إسرائيلي بالجوار أدى لاستشهاد الطلاب الذين كانوا معها وإصابتها إصابة بالغة.
منذ ذلك اليوم وبتول ترقد على سرير المستشفى في حالة غيبوبة حيث استطاع الأطباء ايقاف النزيف الداخلي والخارجي الذي أصاب دماغها بعد عمليات جراحية طويلة وصعبة، حيث تم قص نصف جمجمتها ووضعها في بطنها أسفل المعدة للحفاظ عليها من التلف.
ولكن طريق العلاج اعترضه انعدام الإمكانيات الطبية في غزة وصعوبة الأوضاع التي تعيشها المستشفيات والحاجة لأطباء اختصاصيين في جراحة المخ والأعصاب يمكنهم القيام بالعمليات المطلوبة لاستكمال العلاج لـ" بتول".
وفي ظل الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة وعدم السماح بالسفر للعلاج بالخارج فإن بتول وأسرتها يعانون في ظل انعدام ابسط الإمكانيات في المستشفيات، يقول شقيقها علاء المشهراوي لصحيفة "فلسطين":" حتى ابسط الاشياء من محاليل ومستلزمات طبية كشاش الجروح تضطر لتوفيرها على حسابنا الشخصي".
ويقول :" حتى الأدوية كالدواء الذي ينظم نبضات القلب وغيرها اشتريها على حسابنا الشخصي ما يرهق كاهلنا في ظل صعوبة الأوضاع الاقتصادية حيث نضطر للاستدانة احيانا لتوفير مستلزماتها".
وتحتاج بتول أيضا لحليب اطفال من نمرة ٢ و ٣ حيث يتم تقديم وجبة لها كل اربع ساعات بمقدار ٢٥٠ ملم بمقدار اثني عشر ملعقة، حيث تعاني من سوء التغذية، كما أنها تحتاج أيضا المكمل غذائي.
وفيما يقف نقص المستلزمات الطبية عائقا كبيرا أمام بتول فهي تحتاج لفرشة هوائية غير متوفرة في المشفى والجمعيات المختصة بسبب استمرار الإغلاق الإسرائيلي للمعابر.
ويتعهد علاء الذي يعمل كحكيم في مستشفى الشفاء شقيقته بالرعاية ليلا ونهارا حيث يمكث معظم يومه إلى جانبها، في ظل عدم قدرة والديه على رؤية ابنتهم التي كانت تضج بالحياة طريحة الفراش بلا حراك.
ويطالب المشهراوي المنظمات الصحية الدولية بالتحرك العاجل لإنقاذ شقيقته وغيرها من آلاف المصابين والمرضى في غزة وتعجيل سفرهم للخارج حتى يتمكنوا من العودة لممارسة حياتهم الطبيعية.
المصدر / فلسطين أون لاين