استنكار واسع لزيارة "أئمة مسلمي أوروبا" إلى (إسرائيل)

mainThumb
استنكار واسع لزيارة "أئمة مسلمي أوروبا" إلى (إسرائيل)

11-07-2025 08:17 PM

printIcon

أخبار اليوم - أثارت زيارة ما يُسمى بـ"وفد أئمة مسلمي أوروبا" إلى إسرائيل ردود فعل غاضبة ورفضًا واسعًا بين المسلمين والناشطين في أوروبا، الذين وصفوا هذه الخطوة بأنها محاولة استفزازية لا تعبر عن رأي الأمة الإسلامية، ودعوا إلى مقاطعة دولة الاحتلال.

وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، أكد إمام مسجد السلام في آرهوس بالدنمارك، أبو لؤي منصور، أن هؤلاء الأئمة الذين زاروا حائط البراق في القدس المحتلة، والتقوا رئيس الكيان الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، ليسوا سوى “ثلة من المطبّعين منبطحين” لا يمثلون إلا أنفسهم، ومتهمين بغسل أيدي مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة.

وأضاف منصور أن الزيارة تأتي في سياق محاولات صهيونية مستمرة لنشر سردية الاحتلال في أوروبا، خاصة بعد خسائر كبيرة منيت بها إسرائيل على مستوى التضامن الأوروبي مع الفلسطينيين، مشددًا على أن علماء الأزهر والمجلس الأوروبي للأئمة ينفون تمثيل هؤلاء وفندوا موقفهم.

من جهته، أصدر المجلس الأوروبي للأئمة بيانًا وصف فيه الوفد بأنه “أئمة مزعومون” وغير معروفين بين المسلمين، واعتبر الزيارة “استعراضية واستفزازية” تهدف إلى تلميع الاحتلال الإسرائيلي في أوروبا، مشيرًا إلى أن الفعاليات التضامنية مع غزة في المدن الأوروبية دليل واضح على التضامن الراسخ مع الشعب الفلسطيني.

ورحب المجلس بدعوات تكثيف الدعم والتضامن مع غزة، محذرًا من محاولات اختراق الوعي الجماهيري وتشويه الثوابت الوطنية والدينية عبر شخصيات “مأجورة أو مضللة” تخدم أجندات مشبوهة.

شخصية مثيرة للجدل: حسن الشلغومي وتاريخ مشبوه

تأتي الزيارة بقيادة حسن الشلغومي، التونسي الأصل والمقيم في فرنسا، والذي يشكل شخصية مثيرة للجدل، حيث كان تحت مراقبة الأجهزة الأمنية الفرنسية بسبب علاقاته المتشابكة مع جماعات ودول وأجهزة استخبارات متعددة.

ويُعرف عن الشلغومي مواقفه المعادية للإسلام السياسي، وتأييده للسياسات الفرنسية الرسمية في مواجهة الجماعات الإسلامية، كما ينتقد كثيرًا من مناصري القضية الفلسطينية والنشطاء الأوروبيين المتضامنين، الذين يصفهم بأنهم يسعون إلى “زعزعة الاستقرار”.

وساهم الشلغومي عبر شبكة "الريادة الأوروبية" (إلنت) في ترتيب الزيارة التي تصنفها مصادر متابعة في فرنسا بأنها تهدف إلى تعزيز العلاقات بين أوروبا وإسرائيل، والترويج للسردية الصهيونية في أوروبا تحت مسميات السلام والأمن.

كما استغل علاقاته مع بعض السياسيين الفرنسيين المحليين، مثل عمدة مدينة درانسي، لتثبيت مكانته كإمام في مسجد حديث التأسيس، رغم الانتقادات العديدة التي يواجهها من الحركات المناهضة للاحتلال والمؤيدة لفلسطين.

استنكار الحركات والناشطين الأوروبيين

رفضت حركات التضامن مثل حركة المقاطعة (BDS) في فرنسا زيارة الوفد، معتبرة إياها "مهزلة" وترويجًا للسردية الصهيونية التي تشوه جهود النشطاء الأوروبيين الداعمين لفلسطين. وقال إريك توماس، من حركة السلام المؤيدة لفلسطين، إن “الأئمة المفترضين” استخدموا زيارتهم للتشهير بالمتضامنين وشنوا حملات معادية لهم في أوروبا، وزادوا من مخاوف الإسلاموفوبيا.

كما انتقد الناشطون الأوروبيون التصريحات التي وجهها الوفد للإسلام والمسلمين، واعتبروا أن استخدام الدين لتبرير جرائم الاحتلال هو تحريف وإساءة.

أوجه التشابه بين داهري نور محمد والشلغومي

إلى جانب الشلغومي، ضم الوفد الباكستاني داهري نور محمد، الذي يعبر عن تأييده الكامل للجيش الإسرائيلي، ويستخدم لغة التطرف الصهيوني الديني، مثل استخدام تسميات توراتية للضفة الغربية، مما أثار استياء كبيرًا في الأوساط المسلمة الأوروبية.

وهو معروف أيضًا بدعمه لإسرائيل على حساب الحقوق الفلسطينية، ويُظهر موقفًا منحازًا إلى حد التطرف في تصريحاته الإعلامية، كما يروج للسردية الإسرائيلية عن الهولوكوست ويهاجم من ينكرونها داخل المجتمع المسلم.

في فرنسا، أعرب ناشطون سياسيون وحقوقيون عن استيائهم من ظهور هؤلاء الأئمة بوصفهم ممثلين عن المسلمين في أوروبا، مؤكدين أن مواقفهم لا تعكس إلا مصالح الاحتلال وأجندته. ووصفت إحدى الناشطات زيارة الوفد بأنها “تحريض على المتضامنين مع فلسطين وترويج للكراهية”.

وفي الوقت الذي يستمر فيه الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب جرائمه بحق الفلسطينيين في غزة، يبرز هذا النوع من الزيارات كجزء من حرب إعلامية تهدف إلى تحجيم الدعم الشعبي العربي والإسلامي في أوروبا، وإلهاء الرأي العام عن جرائم الاحتلال.

المصدر / العربي الجديد