أخبار اليوم - خيم الصمت المطبق على حياة الشقيقتين آلاء وخلود أبو سعيد، بعد أن نزحتا من منزلهما الواقع شرق مخيم البريج للاجئين منذ السابع من أكتوبر 2023، دون أن تحملا معهما أيًّا من أغراضهما، ما حال دون ممارستهما أيًّا من أنشطتهما المعتادة.
وفي خيمة النزوح، تجددت مشاعر الاكتئاب والخوف لدى آلاء وخلود، اللتين كانتا ضحيتين لاعتداءات إسرائيلية سابقة؛ إذ فقدت آلاء (27 عامًا) سمعها إثر قصف إسرائيلي مجاور لمنزلها عام 2001، ما أدى إلى انفجار طبلة أذنها وفقدانها للسمع.
أما خلود (20 عامًا)، فقد فقدت سمعها هي الأخرى عام 2008 نتيجة قصف مماثل بالقرب من منزلهم شرق البريج، لتصبح الشقيقتان من ذوي الإعاقة السمعية.
لم تستطع الفتاتان مواصلة مسيرتهما التعليمية بعد فقدان السمع، بسبب الظروف المادية الصعبة التي حرمت الأسرة من توفير سماعات طبية لهما.
تقول والدتهما، أم محمد أبو سعيد لصحيفة "فلسطين": "أقبلت آلاء وخلود على الأعمال اليدوية لتفريغ طاقتهما، لكن بعد نزوحنا في السابع من أكتوبر، ودون أن نحمل معنا شيئًا، دخلتا في حالة اكتئاب لعدم قدرتهما على ممارسة هوايتهما".
وتتابع: "حتى الملابس والفراش والأغطية لم تكن متوفرة، إلى أن عاد نازحو الشمال إلى بيوتهم، فأعطونا بعضًا من أغراضهم، فأصبح لدينا أثاث بسيط في الخيمة".
وفي مواجهة هذه الظروف، قررت أم محمد – التي تعاني من أمراض عدّة مثل ارتفاع ضغط الدم وقصور الغدة الدرقية، وتعمل مع زوجها في فرن لتوفير مصروف الأسرة اليومي – أن توفّر لبناتها ما يُعينهن على استعادة نشاطهن والخروج من حالة الاكتئاب.
تقول: "طرقت أبواب المؤسسات علّها توفّر لهما المواد الخام أو حتى سماعات طبية تساعدهما على الاندماج في الحياة واستشعار الخطر، لكن دون جدوى. ذات مرة، سقط صاروخ بالقرب من خيمتنا دون أن تشعرا به، إذ وجدتهما مستغرقتين في النوم رغم تطاير الشظايا حولهما".
وبسبب عجزهما عن السمع، تخشى الأم من خروج ابنتيها خارج الخيمة، خوفًا من تعرّضهما لأيّ مكروه دون أن تستطيعا التصرف.
وتضيف: "استلفت من جيراني إبرة ومقصًا، وصنع لهما والدهما صنارة من سيخ حديدي بعد تطويعه، لتبدأ رحلتهما من جديد".
كما جمعت لهما الأم قطعًا من الملابس البالية من الجيران ومن الزبائن في الفرن، فحولتها أنامل آلاء وخلود إلى لوحات فنية مطرزة، ومشغولات يدوية من الصوف، تضمنت حقائب ومنتجات أخرى.
نجحت الشقيقتان في تحويل خيمة النزوح إلى معرض مصغر يعجّ بالمشغولات اليدوية الجميلة التي تزين أرجاءه، وكل ما ترجوانه اليوم هو أن تجدا من يدعم تسويق منتجاتهما لتوفير دخل يساعدهما على تلبية احتياجاتهما الشخصية، في ظل الفقر المدقع الذي تعاني منه الأسرة.
المصدر / فلسطين أون لاين