بعد إعلان وقف إطلاق النار .. غزيون: كأننا أطفال ننتظر صباح العيد

mainThumb
بعد إعلان وقف إطلاق النار.. غزيون: كأننا أطفال ننتظر صباح العيد

09-10-2025 11:17 AM

printIcon

أخبار اليوم - "كأنها ليلة العيد وأجمل" بهذه الكلمات وصف سكان قطاع غزة مشاعرهم بعد الإعلان عن التوصل لوقف إطلاق النار، الذي يمهد لإنهاء الحرب على القطاع بموجب الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام.

لم يكن هذا الإعلان بالنسبة لأهالي غزة مجرد حدث سياسي، بل لحظة امتزجت فيها الدموع بالذهول بعد عامين من القصف والنزوح والموت؛ وجد الغزيون أنفسهم أمام صمت غير مألوف، صمت بلا طائرات ولا انفجارات ولا أخبار عاجلة عن الشهداء.

تغير المشهد فجر اليوم الخميس خلال دقائق قليلة، إذ امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بمقاطع الفيديو والصور التي وثقت لحظات الفرح الأولى في غزة.



ظهرت وجوه يعلوها الغبار والدموع لكنها تبتسم، وأطفال يلوحون بأعلام فلسطين فوق الركام، ونساء يطلقن الزغاريد من مراكز الإيواء، في حين خرج السكان إلى الشوارع يعبرون عن ارتياحهم بانتهاء الحرب.

جاء ذلك بعد إعلان حركة حماس التوصل إلى اتفاق يقضي بوقف الحرب وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من كامل قطاع غزة، مع إدخال المساعدات الإنسانية وتنفيذ عملية تبادل للأسرى بين إسرائيل وفصائل المقاومة.

ورغم مشاهد الفرح التي غمرت الشوارع، بدت على الوجوه علامات التعب والوجع، فالغزيون الذين عاشوا أقسى أنواع الألم والصبر خلال عامين من الحصار والدمار، وجدوا في هذه الهدنة متنفسا مؤقتا بعد معاناة طويلة.

فرح ممزوج بالحذر
وثق ناشطون عبر منصات التواصل لحظات مؤثرة لخروج الأطفال والمواطنين من بين الأنقاض وهم يرددون التكبير ويهتفون لفلسطين.



في أحد المقاطع، يتبادل شبانٌ التهنئات بقولهم "الحمد لله سكت القصف"، قبل أن يضيف أحدهم بحذر "بس ما بنصدق إلا لما تمر أيام".



وفي الوقت ذاته، علت أصوات النساء بالتكبير من داخل مراكز الإيواء، في مشهد جمع بين الارتياح والخوف، حيث شعر كثير من الأهالي بأن لحظة الهدوء الحالية قد تكون بداية لمرحلة جديدة من الإعمار والسلام، لكنهم يدركون أيضا أن الطريق ما زال طويلا.



بالمقابل عبّر آخرون عن خليط من الأمل والوجع، إذ بدى صمت المدينة بعد القصف أثقل من أصوات الطائرات التي اعتادوا سماعها، في حين استعاد آخرون صور الشهداء الذين غابوا عن هذه اللحظة، متمنين لو كانوا بين الأحياء ليشاركوا الناس فرحتهم.



قال أحد النشطاء إن الناس في غزة يشعرون وكأنهم "أطفال ينتظرون صباح العيد"، في حين رأى آخرون أن الهدنة تمثل "فرصة مؤقتة للنجاة" أكثر من كونها نهاية للحرب.

وأضاف آخر "ربنا يعوضنا عن كل هذا الفقدان ويثبت قلوبنا، نريد فقط أن نعيش بسلام وأن نرى غزة تبنى من جديد".

وكتب أحدهم "كأنها ليلة العيد وأجمل. والله الإنسان مش عارف يبكي من الفرح ولا الحزن، مرت أمام عيني صور كل الشهداء، كنا نأمل أن يكونوا معنا ومع أهل غزة في سعادتهم".



وشبّه بعضهم الأجواء بليلة عيد طال انتظارها، حيث بدت وجوه الأطفال تترقب الصباح كما لو كانت تنتظر بداية حياة جديدة. ومع ذلك، ظل الشعور العام حذرا، فالكثيرون يعتبرون الهدنة فرصة مؤقتة للنجاة وليست نهاية للحرب، في ظل استمرار المعاناة الإنسانية التي تجعل الفرح ناقصا.

من وجع الأمس إلى أمل الغد
يقول النشطاء إن الحرب التي استمرت عامين بدت لهم وكأنها قرنان من القهر والخذلان، ومع ذلك ما زالوا يتمسكون بخيط الأمل الأخير.

ففي كل زاوية من قطاع غزة، تتردّد اليوم تساؤلات بين المواطنين عبر منصات التواصل: هل ستُفتح المعابر؟ هل ستصل المساعدات؟ ومتى يبدأ إعادة الإعمار؟



يرى بعض النشطاء أن وقف إطلاق النار يشكّل خطوة صغيرة في طريق طويل، لكنه للمرة الأولى يمنح الناس شعورًا بأنهم قادرون على التنفس من جديد، وربما يكون بداية فعلية نحو السلام.

في المقابل، يعتقد آخرون أن ما يجري اليوم لا يعني نهاية الحرب بقدر ما هو نهاية أكثر مراحلها توحشًا، مؤكدين أن الصراع قد يعود إلى صورته القديمة التي عرفها الفلسطينيون منذ عام 1948، أي السيطرة على الموارد والحدّ من السيادة والاستيطان.


وتعرض قطاع غزة على مدى عامين لحرب إبادة أسفرت عن استشهاد أكثر من 67 ألفا وإصابة 169 ألفا. وإلى جانب القصف والتدمير لكل مقومات الحياة، شنت إسرائيل حرب تجويع على مليوني فلسطيني في القطاع، مما أسفر عن استشهاد المئات.

مواقع التواصل الاجتماعي