أخبار اليوم - يعيش ريال مدريد حالة من الترقب والانتظار في الأسابيع التي تسبق المواجهة الأهم في الموسم حتى الآن، حين يستضيف برشلونة في الكلاسيكو المنتظر يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول الجاري على ملعب سانتياجو برنابيو.
وبين الحماس الكبير والتحدي الشرس بين القطبين، يخوض الجهاز الطبي والفني للملكي سباقًا ضد الزمن من أجل استعادة اثنين من أبرز لاعبيه المصابين وهما: ترينت ألكسندر أرنولد وداني كارفاخال.
منذ إصابة ألكسندر أرنولد في مواجهة أولمبيك مارسيليا الفرنسي يوم 16 سبتمبر/أيلول الماضي، يعيش الظهير الإنجليزي فترة صعبة مع العلاج والتأهيل.
الإصابة التي تعرض لها كانت تمزقًا عضليًا في العضلة ذات الرأسين الفخذية، وهي من الإصابات التي تحتاج عادة إلى فترة غياب تتراوح بين ستة إلى ثمانية أسابيع.
وبناءً على تلك المدة، بدا من الصعب في البداية أن يتمكن اللاعب من اللحاق بالكلاسيكو أمام برشلونة، لكن التطورات الأخيرة في عملية التعافي منحت بعض الأمل داخل النادي.
فوفقًا لتقارير مقربة من الجهاز الطبي للريال لصحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية، فإن ألكسندر أرنولد يُظهر التزامًا كبيرًا في برنامج التعافي، إذ يعمل يوميًا بشكل مكثف في المدينة الرياضية "فالديبيباس" على الجانب البدني، مع مراقبة دقيقة من أخصائيي العلاج الطبيعي.
ويؤكد المقربون من اللاعب أن الإنجليزي الشاب "مصمم على العودة" في أقرب وقت ممكن، بل ويضع نصب عينيه المشاركة أمام برشلونة حتى وإن كان ذلك من على مقاعد البدلاء.
وضع كارفاخال
على الجانب الآخر، يعيش داني كارفاخال وضعًا مشابهًا، وربما أكثر حساسية، بحكم مكانته داخل الفريق.
فقد تعرض الظهير الإسباني لإصابة في عضلة السمانة خلال مواجهة أتلتيكو مدريد في ديربي العاصمة يوم 27 سبتمبر/أيلول الماضي.
الفحوصات الطبية حينها أكدت أن فترة الغياب المتوقعة ستكون في حدود أربعة أسابيع، وهو ما كان يعني عمليًا غيابه عن الكلاسيكو.
غير أن اللاعب، المعروف بروحه القتالية واحترافيته العالية، بدأ رحلة التعافي بوتيرة أسرع من المتوقع.
مصادر داخل النادي أكدت أن كارفاخال يُسابق الزمن من أجل التواجد أمام برشلونة، إذ يعمل على برنامج مزدوج يجمع بين العلاج الطبيعي وتمارين تقوية العضلات، مع مراقبة طبية دقيقة لتفادي أي انتكاسة.
وأفادت التقارير، أن اللاعب يشعر بتحسن كبير، ويأمل أن يحصل على التصريح الطبي قبل أيام قليلة من اللقاء المرتقب، لكن القرار النهائي سيعتمد على تقييم الجهاز الطبي بالتعاون مع المدرب تشابي ألونسو.
وتأتي هذه الجهود المكثفة من اللاعبين في وقت يعاني فيه ريال مدريد من نقص واضح في مركز الظهير الأيمن.
فمع غياب كارفاخال وأرنولد، اضطر تشابي ألونسو إلى إجراء تعديلات تكتيكية خلال المباريات الأخيرة، حيث استعان بكل من راؤول أسينسيو وفيدي فالفيردي لشغل هذا المركز بشكل مؤقت.
وعلى الرغم من أدائهما الجيد في بعض الفترات، إلا أن غيابهما عن أدوارهما الأصلية أثّر على التوازن العام للفريق، خاصة في التحول الدفاعي.
إدارة ريال مدريد تدرك أن عودة أحد الظهيرين، أو كليهما، ستكون بمثابة دفعة قوية للفريق قبل الكلاسيكو، ليس فقط على المستوى الفني، بل أيضًا النفسي، إذ تمثل تلك المواجهة اختبارًا حقيقيًا لطموحات الميرينجي في الصراع على لقب الليجا هذا الموسم.
فالفوز على برشلونة في البرنابيو لا يعني ثلاث نقاط فقط، بل رسالة قوة وثقة للمنافسين والجماهير على حد سواء.
لكن في الوقت نفسه، تؤكد التقارير أن المدير الفني تشابي ألونسو لن يُجازف بأي من اللاعبين المصابين مهما كانت أهمية اللقاء.
فلسفة ألونسو
فلسفة ألونسو تقوم على مبدأ "سلامة اللاعب أولاً"، وهو ما أكده في أكثر من مناسبة، مشيرًا إلى أن إشراك أي لاعب غير جاهز بدنيًا قد يعني خسارته لفترة أطول لاحقًا، وهو ما لا يريده الجهاز الفني في ظل ازدحام جدول المباريات خلال الخريف.
حتى اللحظة، لا توجد تأكيدات رسمية من النادي حول إمكانية مشاركة أرنولد أو كارفاخال أمام برشلونة، لكن الأجواء داخل ريال مدريد تسودها روح إيجابية وتفاؤل حذر.
ويبدو أن الحسم سيكون خلال الأيام الأخيرة التي تسبق المباراة، عندما يخضع اللاعبان لاختبارات بدنية نهائية لتقييم جاهزيتهما الكاملة.
وفي حال غيابهما معًا، سيكون أمام ألونسو خيارات محدودة في الخط الخلفي، ما قد يدفعه إلى استخدام فالفيردي مجددًا في الجانب الأيمن.
ومع ذلك، يبقى الأمل قائمًا في أن تنجح جهود التأهيل المكثف في تجهيز أحد الظهيرين على الأقل، ليكون ضمن قائمة الكلاسيكو التي ينتظرها العالم أجمع.
وبين رغبة أرنولد الجامحة في الظهور لأول مرة في هذا الصدام التاريخي، وإصرار كارفاخال على الدفاع عن قميصه في ليلة البرنابيو الكبرى، يعيش ريال مدريد أيامًا من القلق الممزوج بالأمل في أن تكتمل صفوفه قبل الموعد المنتظر.