أخبار اليوم - وجه إيفان جينارو جاتوزو، مدرب المنتخب الإيطالي، تحذيرًا شديد اللهجة، قبل مواجهة إستونيا في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2026، مشددًا على أن فريقه لا يمكنه السماح بأي تهاون في هذه المرحلة الحاسمة.
وقال جاتوزو في تصريحات أبرزتها شبكة توتو ميركاتو ويب "الحقيقة أننا بحاجة إلى حصد أكبر عدد ممكن من النقاط، لا يمكننا إجراء حسابات أو المجازفة، لأننا لا نتأهل تلقائيًا. حتى تقول لنا الرياضيات إننا تأهلنا، يجب أن نكسب ذلك بأدائنا. لا مزاح في هذا الأمر، علينا أن نكون جادين".
وأوضح المدرب الإيطالي أن تركيز فريقه ينصب بالكامل على أدائه فقط، مؤكدًا أنه وطاقمه لن يشاهدوا مباراة النرويج ضد الكيان الصهيوني.
وأضاف "نحتاج إلى النقاط والتركيز الكامل، وبعدها سنرى ما سيحدث".
وأشاد جاتوزو، بالأجواء داخل معسكر المنتخب، وبالحماس الذي أظهره ليوناردو سبيناتزولا، واصفًا إياه بأنه "لاعب مبتسم صاحب جودة عالية"، مشيرًا إلى التزامه التام رغم تكليفه بأدوار مختلفة.
وقال المدرب "هو يفضل اللعب في الجهة اليسرى، لكنه يعلم أنه يجب أن يساعد الفريق في أي مكان نحتاجه فيه، وهذا أمر مهم وأنا أشكره على ذلك".
كما أكد جاتوزو، أن جياكومو راسبادوري مرشح للمشاركة أساسيًا، موضحًا أن "اللاعبين يجب أن يكونوا جاهزين دائمًا، خاصة مع وجود 5 تبديلات متاحة، عليهم أن يقدموا كل ما لديهم".
وأضاف أن نيكولو كامبياجي جاهز أيضًا للظهور الأول مع المنتخب، قائلاً: "بالطبع هو مستعد، وإلا لما كنت استدعيته".
وتحدث جاتوزو عن تجربته بعد العودة إلى كرة القدم الإيطالية، مشيرًا إلى أن الدوري الإيطالي ما زال من أكثر الدوريات تنافسية في أوروبا.
وقال "عملت خارج إيطاليا، لكن من الناحية التكتيكية، إيطاليا في مستوى آخر، ولهذا السبب المدربون هنا على قدر كبير من التحضير".
واختتم جاتوزو تصريحاته بالتأكيد على أنه يريد من لاعبيه، خوض مباراة إستونيا بنفس الشجاعة والحدة التي أظهروها في المباريات الأخيرة، مع الحفاظ على التركيز حتى يتم ضمان التأهل بشكل رسمي.
تحذيرات كالافيوري
من جانبه، شدد ريكاردو كالافيوري، مدافع آرسنال والمنتخب الإيطالي، على أن "الآزوري" لا يمكنه تحمّل خيبة أمل جديدة بالغياب عن كأس العالم، مؤكدًا أنه يواصل التأقلم مع دوره التكتيكي الجديد تحت قيادة جاتوزو قبل مواجهة إستونيا.
وفي تصريحات لشبكة سكاي سبورت، تحدث كالافيوري عن تطور مركزه منذ انضمامه إلى المنتخب، قائلاً "نظريًا أنا ظهير، لكن في الوقت الحالي أستمتع كثيرًا بدوري. عندما أحصل على حرية التحرك مع وعي تكتيكي، أستطيع تقديم أفضل ما لدي ومساعدة الفريق".
وأشاد المدافع الشاب بشدة التدريبات تحت قيادة جاتوزو، موضحًا أن المجموعة الجديدة تبني هوية قوية.
وقال "نعمل بجد وبكثافة عالية، وللأمانة لم أكن أتوقع ذلك. آمل أن يساعدنا هذا كثيرًا، لأن كل المنتخبات قوية على المستوى الدولي. مقارنة بمباراة الكيان الصهيوني، علينا أن نتعرف على المواقف الخطيرة بشكل أفضل، وأنا أتحمل جزءًا من ذلك أيضًا".
وتحدث كالافيوري عن أهمية إعادة الكبرياء الوطني في بقية مشوار التصفيات، قائلاً بحزم: "نحن إيطاليا، ولا أستطيع أن أتخيل أن تغيب بلادنا عن كأس العالم مرة أخرى. لقد كان الأمر مؤلمًا في المرتين الماضيتين، وسنفعل كل ما بوسعنا لتجنّب تكرار ذلك".
ويُعد كالافيوري، البالغ من العمر 23 عامًا، أحد العناصر الأساسية في تشكيلة جاتوزو منذ أن فرض نفسه في التشكيل الأساسي، لما يتمتع به من مرونة في اللعب كقلب دفاع أو في المراكز الجانبية.
وقد نال أداؤه مع آرسنال هذا الموسم، إشادة واسعة في أوروبا، خاصة بفضل الهدوء في التعامل مع الكرة، والذي أصبح سمة واضحة في أسلوب المنتخب الإيطالي الجديد تحت قيادة جاتوزو.
مسيرة جاتوزو
يُعد جاتوزو أحد أبرز الأسماء في تاريخ كرة القدم الإيطالية، سواء كلاعب أو مدرب، لما يتميز به من روح قتالية وشخصية صارمة، جعلته رمزًا للإصرار في الملاعب.
وُلد جاتوزو عام 1978 في مدينة كورليانو كالابرو، وبدأ مسيرته الاحترافية مع فريق بيروجيا قبل أن ينتقل إلى رينجرز الاسكتلندي، حيث لفت الأنظار بأدائه القوي في خط الوسط.
لكن محطته الأهم كانت مع ميلان، الذي انضم إليه عام 1999، ليصبح أحد أعمدته الأساسية خلال العقد الذهبي للفريق.
وخاض مع الروسونيري أكثر من 450 مباراة، وفاز بلقب دوري أبطال أوروبا مرتين (2003 و2007)، إلى جانب لقب الدوري الإيطالي وكأس العالم للأندية وغيرها من البطولات. كما كان جزءًا من المنتخب الإيطالي المتوج بكأس العالم 2006 في ألمانيا، حيث شكّل ثنائيًا متكاملاً مع أندريا بيرلو في خط الوسط.
وبعد اعتزاله اللعب عام 2013، اتجه جاتوزو إلى التدريب، وتولى قيادة عدة أندية، منها سيون السويسري، وباليرمو، وبيزا، وميلان، ونابولي، وفالنسيا الإسباني.
ورغم اختلاف النتائج، نال إشادة واسعة بفضل انضباطه وشغفه بالعمل.
ويُعرف جاتوزو بأسلوبه الصارم في الإدارة الفنية، وقدرته على تحفيز لاعبيه، وهي السمات التي يسعى اليوم لنقلها إلى المنتخب الإيطالي لإعادته إلى مكانته العالمية.