أخبار اليوم - قبل عشرة أعوام، بدأت خطوات تحقيق حلم أبناء بيت حانون شمال قطاع غزة بإنشاء مدينة رياضية تخدم شبابها.
في عام 2015، عمل عبد السلام هنية، الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للشباب والرياضة، مع الراحل باسل ناصر على تطوير البنية التحتية في المدينة بشكل مبدئي، فتمّ بناء ملعب كرة قدم بمواصفات مثالية، وأصبح لاحقًا قادرًا على استضافة المباريات الرسمية، وامتلأت مدرّجاته بالجماهير المتعطّشة للرياضة.
ولأن رجال وقيادات بيت حانون مُبدعون في شتى المجالات، وقد ظهر جهدهم خلال حرب الإبادة الحالية، فقد بذلوا كل ما بوسعهم من أجل الارتقاء بمدينتهم، من خلال توسيع المرافق الرياضية؛ فتمّ إنشاء ملعب خاص بلعبة كرة الطائرة الشاطئية، وصالة رياضية متعددة الأغراض، بالإضافة إلى مسبح بمواصفات عالية الجودة، إلى جانب ملعب كرة قدم خماسية جرى كسوته بالعشب الصناعي.
هذه المدينة، التي كانت تتطلّع لأن تكون أول مكان يُقام فيه مجمّع رياضي متكامل، قتل الاحتلال طموح أبنائها وحوّل أرضها إلى ركام وخراب.
الكابتن شاهر أبو عودة، لاعب أهلي بيت حانون السابق وأحد الكوادر الرياضية المعروفة في المدينة، كان شاهد عيان على ما فعله الاحتلال الإسرائيلي بها، إذ كان من الذين صمدوا فيها طوال فترة الحرب وآخر من غادرها، بعد أن أُجبروا على تركها بالقوة وتحت تهديد السلاح.
وصف أبو عودة، خلال حديثه لصحيفة «فلسطين»، ما حدث بالمدينة من خراب وتدمير، قائلًا: «مكثت في بيت حانون معظم فترة الحرب ولم أغادرها، حتى شدّد الاحتلال حصاره علينا، ونزحنا قسرا عبر حاجز أقامه. تركنا المدينة خلفنا قسرا بعد أن دمّر كل شيء فيها، ودفن أحلامنا تحت التراب، وبدلًا من رؤية الملاعب معشّبة خضراء، أصبحت الآن مغطّاة بالحجارة ولا تصلح للعب الكرة».
وأوضح أبو عودة: «الاحتلال قصف مدرّجات الملعب البلدي الوحيد، وكسّر محتويات ناديي أهلي واتحاد بيت حانون، وتشعر أن تدمير المنشآت الرياضية تمّ بشكل ممنهج».
وأضاف: «شعرنا أن الاحتلال الإسرائيلي ينتقم من بيت حانون، إذ حوّلها إلى مكان غير صالح للحياة، وقضى على أحلام رياضييها برؤية مدينتهم في أبهى صورة، بالإضافة إلى تدمير منازلهم».
الكابتن جميل الزعانين، حكم كرة الطائرة وعضو مجلس إدارة نادي اتحاد بيت حانون، أكّد أن بيت حانون تتطلّع دائمًا لأن تكون الأفضل، ولولا الحرب لكانت اليوم من أجمل المدن الفلسطينية.
وطالب الزعانين بالنظر إلى حال المدينة وما جرى فيها، مؤكّدًا أن من حق رياضيّيها إعادة إعمارها، وأن تبقى مستقبلًا مشرقًا لأطفالها الذين يعشقون اللعب.
فلسطين أون لاين