محامية الطبيب أبو صفية : ظروف اعتقاله “قاسية ومميتة”

mainThumb
محامية الطبيب أبو صفية : ظروف اعتقاله “قاسية ومميتة”

14-07-2025 10:43 AM

printIcon

رام الله - أخبار اليوم 

كشفت المحامية غيد غانم قاسم، أن الطبيب الفلسطيني الأسير حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان في شمال غزة، يعاني من تدهور صحي بالغ، نتيجة التعذيب والإهمال الطبي المتعمد في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت قاسم في منشور عبر منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن موكلها فقد أكثر من 40 كيلوغرامًا من وزنه منذ اعتقاله، في ظروف احتجاز وصفتها بـ”القاسية والمميتة”.

وأوضحت أن زيارتها الأخيرة لأبو صفية كانت في 9 يوليو/ تموز 2025، حيث تبين أن وزنه انخفض من 100 كيلوغرام إلى أقل من 60، مشيرة إلى تعرضه لضرب مبرح في 24 يونيو/ حزيران داخل زنزانته في سجن عوفر (قسم 24، غرفة 1).

وأضافت قاسم أن الاعتداء استهدف صدره بشكل مباشر، وأسفر عن كدمات قوية في الوجه، الرأس، الظهر، والرقبة، واستمر لأكثر من نصف ساعة.

وأكدت المحامية أن الطبيب حسام طالب مرارًا بإجراء فحوصات طبية عاجلة، وعرضه على طبيب قلب مختص، لكن إدارة السجن رفضت ذلك، رغم معاناته من اضطراب في ضربات القلب وارتفاع مزمن في ضغط الدم، إضافة إلى كسر نظارته الطبية حديثة العهد.

وأشارت إلى أن أبو صفية لا يزال يرتدي ملابس شتوية تحت الأرض، محرومًا من أشعة الشمس، ويقبع في عزلة تامة وسط سياسة تجويع وتعذيب ممنهجة، مضيفة: “الطبيب حسام وسائر الأسرى الفلسطينيين ليسوا بخير”.

ووفق إفادات سابقة للمحامية، فإن أبو صفية خضع لأقسى أنواع التحقيق، استمر أطولها لـ13 يومًا متواصلة، بواقع 8 إلى 10 ساعات يوميًا من التحقيق القاسي والتنكيل الجسدي والنفسي.

كما ذكرت قاسم أن سلطات الاحتلال نقلته إلى معتقل “سديه تيمان” سيئ السمعة، حيث قضى 14 يومًا في العزل، ثم نُقل إلى سجن عوفر لعزل إضافي دام 25 يومًا قبل أن يُرحّل إلى قسم 24 المخصص لمعتقلي قطاع غزة.

وفي أول لقاء جمعه بمحاميته بعد شهور من الاعتقال، كان أول سؤال وجّهه أبو صفية يتعلق بمصير جثمان نجله الذي استُشهد في غزة قبل اعتقاله بشهرين، ودُفن مؤقتًا في محيط مستشفى كمال عدوان نتيجة العدوان، حيث عبّر عن ألمه لعدم تمكنه من توديعه أو دفنه بشكل لائق. كما فقد والدته بعد اعتقاله بعشرة أيام.

وكان الإعلام العبري قد نشر، في فبراير/شباط الماضي، تسجيلًا مصورًا يظهر فيه الطبيب أبو صفية للمرة الأولى منذ اختطافه في 27 ديسمبر/كانون الأول 2024، وهو مكبل اليدين والقدمين، ويبدو عليه التعب والإرهاق، خلال مقابلة أجرتها معه القناة 13 الإسرائيلية من داخل السجن.

ويأتي هذا في أعقاب قرار سلطات الاحتلال تحويل أبو صفية إلى الاعتقال بموجب قانون “المقاتل غير الشرعي”، الذي أُقر عام 2002 وعدّل بعد اندلاع حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، ويتيح احتجاز الفلسطينيين دون تهم أو محاكمات، وخارج إطار القوانين الدولية التي تحكم معاملة أسرى الحرب.

وكانت منظمة العفو الدولية قد طالبت، في يناير/كانون الثاني، بالإفراج الفوري عن أبو صفية، معربة عن “قلق بالغ على حياته”، ومؤكدة حصولها على شهادات موثقة حول التعذيب وسوء المعاملة الذي يتعرض له العاملون في القطاع الصحي والمعتقلون الفلسطينيون في سجون الاحتلال.

يُشار إلى أن الطبيب حسام أبو صفية يعاني من أمراض مزمنة تشمل تضخمًا في عضلة القلب، ولم يتلقَ أي رعاية طبية حتى الآن، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف.