أخبار اليوم - لم تتوقع الطفلة هلا أبو دهليز (12 عامًا) أن يحمل لها النزوح القسري المتكرر ألمًا يفوق ألم التشرد والفقر وفقدان المأوى، ليجعلها حبيسة الخيمة لا تستطيع الخروج منها واللعب مع أقرانها بعد أن كان اللهو معهم هو وحده ما يصبرها على مرارة ما تمر به من ظروف معيشية بائسة في مخيم نزوحها.
فقد نزحت أسرة الطفلة هلا للمرة السادسة من مدينة رفح واستقر بها المقام في مواصي خانيونس حيث كان اللعب على الأرجوحة القريبة من خيمتها هو حصتها من التفريغ النفسي بعد عناء الوقوف في طوابير التكية والمياه منذ الصباح الباكر تحت أشعة الشمس الحارقة أو البرد القارس.
لكن تاريخ الرابع والعشرين من شهر مارس الماضي قلب حياتها رأسا على عقب، تقول لصحيفة "فلسطين": "كنت العب كعادتي على الأرجوحة حينما حدث قصف إسرائيلي بجواري فتعلق شعري بها، ثم انقلبت علي الأرجوحة بكاملها لتخلع فروة راسي بشعري كاملا".
وتضيف: "مكثت في المستشفى لأكثر من شهر دون جدوى، بل ساء وضعي الصحي حيث أصبت بالتهابات وتقرحات في مكان الإصابة واخبرني الأطباء بعجزهم عن علاجي".
وأثر عجز الأطباء على التعامل مع حالة " هلا" في ظل الإبادة الإسرائيلية التي تشهدها المرافق الصحية في قطاع غزة، فقد أقر الأطباء لها تحويلة طارئة للعلاج بالخارج حيث يمكن أن تساعد الإمكانيات الطبية المتقدمة هناك الاطباء على إيجاد علاج لها.
ولكن مع استمرار الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة فإن " هلا" لم تسافر حتى اللحظة وهي تقاسي ظروفا معيشية صعبة في ظل كون والدها مصابا قبل الحرب ومتعطلا عن العمل.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إن قصفا مجاورا لخيمتهم قبل قرابة الشهر أصيب خلاله والدها بشظية في الرأس أدت لكسر في الجمجمة واقعدته عن الحركة حيث يعاني من وضع صحي غير مستقر.
وقد أجرى الأطباء لوالد هلا عملية جراحية طارئة لكن وضعه الصحي غاية في السوء حيث أنه موجود حاليا في الخيمة بسبب المخاوف من المكوث في مشفى ناصر في ظل اجتياح الاحتلال الإسرائيلي لمدينة خانيونس ووجود قوات الاحتلال في محيطه.
تقول هلا:" والدي يعاني ونحن نعاني معه، فلا طعام لنا سوى ما نجلبه من العدس من تكية المخيم ونحن غير قادرين على توفير الخبز، ولدي اربع شقيقات وشقيق واحد وانا اكبرهم جميعا".
وليس الطعام ما تعجز أسرة هلا فقط عن توفيره بل أيضا الأدوية التي تحتاجها لعلاجها خاصة المضادات الحيوية، التي لا توفرها المستشفيات بل تضطر لشرائها على نفقتها الشخصية.
وليس المرض والعوز ما تعاني منه هلا فقط بل الوضع النفسي الصعب وعكوفها عن اللعب مع اقرانها، " أنا بضل طول اليوم بالخيمة بطلعش منها خالص، لانه الصغار بس يشوفوني يخافوا وبشردوا وبصوتوا، أو يسالوني ايش هاد اللي في راسك، ليش ملكيش شعر".
وتناشد هلا المؤسسات الصحية الدولية الاسراع في تمكينها من السفر للعلاج بالخارج كي تستعيد طفولتها المفقودة وهيئتها الجميلة التي كانت عليها قبل الإصابة وتعود للعب وممارسة حياتها الطبيعية.
المصدر / فلسطين أون لاين
تويتر