غزة – أخبار اليوم
في وقت تشهد فيه غزة واحدة من أشد الأزمات الإنسانية، حيث الجوع ينهش آلاف العائلات، تتوالى الشهادات الميدانية عن استغلال بشع لحالة المجاعة من قبل بعض التجار والبائعين، وسط غياب شبه تام للرقابة الرسمية.
وتشير المعلومات الواردة إلى أن عدداً من التجار عمدوا إلى تخزين مساعدات غذائية مخصصة للفقراء، مثل الأرز والشيبس ومواد الطحين، ثم قاموا بإعادة بيعها في السوق السوداء بأسعار مضاعفة. حيث ارتفعت أسعار بعض المنتجات 3 أو 4 أضعاف سعرها الأصلي، في ظل انعدام القدرة الشرائية لمعظم السكان.
وبحسب شهود عيان، فإن باكيت الشيبس الذي يُمنح مجانًا كمساعدة غذائية، بات يُباع بـ10 شيكل في بعض المناطق، فيما تُعرض صواني الأرز بـ60 شيكل، بل وتحدث البعض عن بيع كيلو الأرز المخصص للإغاثة بـ100 شيكل بعد سرقته من مطبخ خيري.
وتداول نشطاء عبر منصات التواصل صورًا وتسجيلات لما قالوا إنه بسطات عشوائية في مفترق العباس تعرض مواد تموينية بأسعار باهظة، وسط إقبال محدود من المواطنين الذين يُثقلهم الجوع ولا يملكون ثمن تلك المواد.
ويقول أحد المواطنين: "تجار بلا ضمير يحتكرون المواد ويخفونها، ثم يدّعون أن الأسعار عليهم مرتفعة… بينما هم يراكمون الأرباح على حساب جوع الناس ودموع الأطفال".
كما أفادت معلومات عن وجود مخزن طحين غرب مخيم النصيرات تحت حراسة مشددة، وسط مطالبات من الأهالي بالإفراج عن محتوياته وبيعها بسعر رمزي قبل أن تزداد حالة الغليان الشعبي.
في المقابل، شدد مواطنون على رفضهم لأي عمليات اقتحام أو سرقة، لكنهم طالبوا في الوقت ذاته بضرورة تدخل الجهات المختصة فورًا لضبط السوق، ومحاسبة من يستغلون المساعدات الإنسانية لمآرب تجارية.
وتبقى صرخة سكان غزة واحدة في ظل الحصار الخانق والجوع المتزايد:
"أنقذونا من التجار قبل أن نموت جوعًا".