بين الحرب والإعاقة والنزوح .. نساء غزة يعشن حياة بلا إنصاف

mainThumb
بين الحرب والإعاقة والنزوح.. نساء غزة يعشن حياة بلا إنصاف

20-07-2025 03:05 PM

printIcon

أخبار اليوم - أكد مدير برنامج التأهيل المجتمعي في جمعية الإغاثة الطبية بقطاع غزة، مصطفى عابد، أن الفتيات والنساء ذوات الإعاقة يعشن واقعًا كارثيًا في ظل الحرب المستمرة على القطاع منذ السابع من أكتوبر، وسط تدهور حاد في الأوضاع الإنسانية والخدمات الأساسية، وغياب الحماية الدولية التي تكفلها الاتفاقيات والقوانين الدولية.

وأوضح عابد، لصحيفة "فلسطين"، أن الحرب الإسرائيلية والحصار الشامل المفروض على القطاع فاقما معاناة الفتيات والنساء ذوات الإعاقة بشكل مضاعف، سواء على المستوى الصحي أو النفسي أو الاجتماعي.

وقال: "هناك تغييب تام للاتفاقيات الدولية، وعلى رأسها الاتفاقية الدولية لحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ما جعل هذه الفئة ضحية للإهمال والانتهاكات والتمييز المزدوج: كونهن نساء، وكونهن من ذوي الإعاقة".

وأضاف: "تشير الإحصاءات إلى أن نسبة الإناث من ذوي الإعاقة في قطاع غزة تبلغ نحو 46.7% من إجمالي ذوي الإعاقة، ويواجهن اليوم ظروفًا قاسية تشمل غياب الخصوصية، وانعدام الأمن والحماية، وعدم توفر الاحتياجات الأساسية من أدوات النظافة الشخصية والحفاضات والأدوية، إضافة إلى غياب التهيئة البيئية لمراكز الإيواء والخيام، ما يعرضهن للإذلال المستمر والمشقة اليومية".

وأشار إلى أن عددًا كبيرًا من الفتيات والنساء تعرضن لإصابات مباشرة خلال الحرب أدت إلى إعاقات دائمة، بما في ذلك حالات بتر، مما ضاعف من حجم المعاناة الجسدية والنفسية لهن ولعائلاتهن.

لا خصوصية

وبيّن عابد أن الفتيات والنساء ذوات الإعاقة يواجهن صعوبة بالغة في استخدام دورات المياه في مراكز الإيواء المكتظة، إذ تفتقر هذه المرافق إلى التهيئة المناسبة لاحتياجاتهن، ولا توفر لهن الخصوصية أو الوقت الكافي لقضاء الحاجة، وهو أمر يمس كرامتهن الإنسانية ويجردهن من أبسط مظاهر الاستقلالية.

وقال: "مشهد النساء وهن ينتظرن في طوابير طويلة لدخول حمامات عامة، دون أدنى خصوصية أو مراعاة لاحتياجاتهن الجسدية، يعكس حجم الانتهاك اليومي الذي يعشنه. من غير المقبول أن يُجبرن على الزحف أو الاستعانة بالآخرين في ظل غياب الدعم والرعاية".

وأوضح أن جشع بعض التجار وغياب الرقابة فاقما الأزمة، إذ بلغ سعر بكت الحفاضات أكثر من 170 دولارًا أمريكيًا، في حين تعجز معظم الأسر عن توفير هذا الاحتياج اليومي، ما ينعكس سلبًا على الحالة النفسية والصحية للفتيات والنساء ذوات الإعاقة. كما أدى فقدان العديد من أنواع الأدوية الأساسية إلى تدهور حالات صحية حرجة وظهور مضاعفات، منها تقرحات الفراش.

وأضاف عابد: "العديد من الأسر باتت غير قادرة على تلبية أبسط احتياجات بناتها أو قريباتها من ذوات الإعاقة، في ظل غياب تام للمؤسسات التي يُفترض بها تحمل مسؤولياتها الإنسانية".

وأشار إلى أن كثيرًا من النساء ذوات الإعاقة يُجبرن على القيام بأعمال شاقة تفوق قدراتهن الجسدية، مثل تقطيع الحطب والجلوس لساعات أمام نيران مكشوفة لطهي الطعام، وسط ظروف النزوح والمعاناة الصحية، دون أي برامج علاجية أو دعم نفسي يساعدهن في مواجهة تداعيات الحرب.

خطة طارئة

وطالب عابد بوضع خطة طارئة وشاملة للتعامل مع الواقع المتردي للفتيات والنساء ذوات الإعاقة في قطاع غزة، تتضمن تأهيل مراكز الإيواء، وتوفير الخصوصية والرعاية، وتوزيع الأدوات المساعدة بشكل عاجل، إضافة إلى دعم برامج دمج النساء ذوات الإعاقة في العمل الإغاثي والطوارئ، ومنحهن دورًا في صنع القرار والمناصرة.

وقال: "ما يحدث اليوم للفتيات والنساء ذوات الإعاقة في غزة هو جريمة مركبة ضد الإنسانية يجب أن تتوقف. هذه الفئة تحتاج إلى تضامن دولي حقيقي، ووقف العدوان، وضمانات للحماية والعيش الكريم".

واختتم عابد حديثه بالتأكيد على أن المجتمع الدولي مطالب بالخروج عن صمته، والتحرك الفوري لإنقاذ آلاف الفتيات والنساء من ذوات الإعاقة، اللواتي تُسلب حياتهن وكرامتهن يوميًا تحت وطأة حرب الإبادة والتجويع والحصار والإهمال المتعمد.
 فلسطين أون لاين