عمّان - أخبار اليوم - صفوت الحنيني
قال المحلل السياسي د. محمد القطاطشة إن قطاع غزة يمرّ اليوم بما وصفها بـ"أسوأ مجاعة في التاريخ البشري الحديث"، في ظل حصار خانق وتجويع ممنهج يرتكب على مرأى العالم، دون أن يتحرك المجتمع الدولي أو النظام العربي الرسمي لوقف الكارثة الإنسانية المتفاقمة.
وأضاف القطاطشة في حديثه لـ"أخبار اليوم" أن "الأطفال في غزة يموتون جوعاً، ولا حليب، ولا مياه صالحة للشرب، بعد أن دمر الاحتلال الآبار وكل مقومات الحياة، في مشهد صادم تجاوز كل حدود الوحشية".
واعتبر القطاطشة أن "العدو الصهيوني المتطرف الذي يقوده نتنياهو اليوم ليس هو ذات الكيان الذي وقع اتفاقية السلام، بل باتت تحكمه عصابة فاشية تمارس الإبادة وتستخدم تفسيرات متطرفة للنصوص الدينية لتبرير قتل الفلسطينيين"، مؤكداً أن "إسرائيل تعاقدت مع شركات لهدم كل مبنى في غزة مقابل 5 آلاف دولار للمبنى الواحد".
ودعا القطاطشة إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي بطلب رسمي من جامعة الدول العربية أو منظمة التعاون الإسلامي، بهدف فتح معبر رفح بشكل عاجل ودائم لإدخال المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء ومياه، مشدداً على أن هذه أقل الخطوات الممكنة لإنقاذ أكثر من مليوني إنسان يعانون الجوع والموت البطيء في القطاع.
وأكد القطاطشة أن "صمت العالم، وتهاوي الموقف العربي الرسمي، يكشف مدى الانهيار الأخلاقي والدبلوماسي أمام آلة الحرب الإسرائيلية"، مضيفاً أن "غزة أصبحت مهيأة للتهجير القسري في ظل استمرار الحصار، وتكرار المجازر، وغياب أي تحرك فعلي لحماية المدنيين".
وأشار إلى أن "التحركات الأوروبية خجولة، بينما تُظهر بعض الدول العربية خشيتها من ردود الفعل الإسرائيلية، ما يعكس حالة من الشلل الإقليمي أمام مجازر ترتكب علناً"، مضيفاً أن "ما يجري يُمهّد لتطبيق خطط خطيرة لإعادة تشكيل المنطقة ضمن مشاريع صهيونية توسعية".
وختم القطاطشة حديثه بتأكيده أن "ما لم تتحرك المنظمات الدولية والدول الكبرى لوقف هذه الإبادة، فإن الإنسانية جمعاء ستكون شريكة في هذه الكارثة الصامتة".