في المخيبة الفوقا / الحمةالسورية .. الحياة تنطفئ بصمت

mainThumb
في المخيبة الفوقا / الحمةالسورية.. الحياة تنطفئ بصمت

22-07-2025 02:28 PM

printIcon

نورالدين نديم

على المصطبة المشقّقة التي لا يغطّيها شيء، تحت سقف القُصّيب المائل باتجاه السقوط من وسطه إلى أحد زواياه، هناك، على أطراف الوطن، تعيش عائلات في بيوت متهالكة، تغزوها الأفاعي والعقارب، ويشرب أهلها من مياه غير صالحة، ولا يجد شبابها عملاً ولا أملًا.

تمسح صبيّة أرض الغرفة بقليلٍ من النفط، تفوح رائحته تخنق المكان الذي تضغطه الرطوبة وشدّة الحرارة وعدم توفر النوافذ، أسألها لماذا؟ تـجيب: "ليلة مبارح العقرب متدلّي من السقف علينا، والحمد لله انتبهنا له وقدرنا نقتله وإلا كان قرص الأولاد وهم نايمين!!.."

"الحمّة"؛ هذه المنطقة التي كانت يومًا نابضة بالحياة، تغمرها الرحلات إلى البرك الكبريتية والمياه الساخنة، باتت اليوم خاوية إلا من الفقر والخذلان.

الاستثمارات أُغلقت، والسياحة انقطعت، والدخل انعدم.

لا موارد، لا مشاريع، لا تنمية، لا دعم.. فقط أرواح تصارع البقاء وسط النسيان.

هل ننتظر حتى يسقط سقف بيت على ساكنيه؟
أين المسؤولون؟ أين صوت الضمير؟

أهالي المخيبة الفوقا والحمة السورية لا يريدون صدقات وإن كانوا من مستحقيها وبحاجتها، بل يريدون حقهم الطبيعي في حياة كريمة، ومشاريع تنمية مستدامة حقيقية، وفرص عمل تحفظ كرامتهم.

أنقذوا ما تبقى من هذه البقعة المنسية.. قبل أن تُمحى تمامًا.