الحكم الأردنية تسنيم داوود: من لاعبة إلى أصغر حكم دولي في المصارعة العربية

mainThumb
الحكم الأردنية تسنيم داوود: من لاعبة إلى أصغر حكم دولي في المصارعة العربية

23-07-2025 10:53 AM

printIcon

عمّان - أخبار اليوم- ساره الرفاعي-  في قصة ملهمة تعكس الإصرار والتحدي، تشاركنا الحكم الأردنية تسنيم داوود مسيرتها الاستثنائية في عالم المصارعة، متحولة من لاعبة حققت الإنجازات إلى حكم دولي يشار إليها بالبنان، متحديةً بذلك كل الصعاب المجتمعية والقانونية.


بدأت تسنيم داوود مسيرتها الرياضية كلاعبة مصارعة في أحد الأندية المحلية، وسرعان ما برزت موهبتها بحصولها على الميدالية الذهبية في أول مشاركة محلية لها. هذا الإنجاز قادها للانضمام إلى المنتخب الأردني للمصارعة النسائية، حيث واصلت التدريب بشغف وتفانٍ، متجاهلةً النظرة المجتمعية السائدة تجاه ممارسة الفتيات لهذه الرياضة. "لم أكن ألتفت إلى التعليقات السلبية، بل كانت دافعًا لي للمضي قدمًا"، تقول تسنيم.


تحدي القوانين الدولية والطموح الذي لا يتوقف
واجهت تسنيم تحديًا كبيرًا تمثل في القانون الدولي للمصارعة الذي لا يسمح للمحجبات بالمشاركة في البطولات الخارجية بسبب الزي. ورغم هذا العائق، لم تتوقف عن التدريب، بل اعتبرته حافزًا لإيجاد مسار آخر يخدم شغفها بالمصارعة.
جاءت الفرصة مع طرح دورة التحكيم والتدريب بدعم من الاتحاد العربي للمصارعة في الأردن. لم تتردد تسنيم في الالتحاق بها وحصلت على الشهادة، لتفتح لها بذلك بابًا جديدًا في مسيرتها.


أول حكم أردنية دولية وأصغر حكم عربي
بعد فترة وجيزة، قام الاتحاد الأردني بترشيح اسم تسنيم كحكم أردنية للمشاركة في بطولة عربية أقيمت في العراق. كانت هذه أول مشاركة لها خارج الأردن كحكم، وتجربة وصفتها بالصعبة والمثرية في آن واحد. نجحت تسنيم في امتحان الترقية، لتصبح حكمًا دوليًا من الدرجة الثالثة، محققةً بذلك لقب "أصغر حكم عربي وأول حكم أردنية أنثى" تنال هذا الشرف.
"كان هذا الإنجاز تتويجًا لسنوات من الصبر والتعب، ولم يذهب جهدي سدى"، تؤكد تسنيم بفخر. واصلت تسنيم سعيها الدؤوب لزيادة معرفتها وخبرتها، بالمشاركة في كل بطولة محلية كحكم، وطرح الأسئلة والاستفسارات، ومتابعة التحكيم باهتمام.


خطوة نحو العالمية: منحة الاتحاد الدولي وترقية مرتقبة
مؤخرًا، حصلت تسنيم على منحة من الاتحاد الدولي للمصارعة للمشاركة في بطولة آسيا في قيرغيزستان، بهدف الترقية من الدرجة الدولية الثالثة إلى الثانية. هذه البطولة، التي استمرت عشرة أيام من العمل الشاق، كانت تجربة قيمة للغاية. كانت تسنيم هي الحكم العربية الوحيدة المشاركة في هذه البطولة الكبيرة، ومثّلت الأردن بصورة مشرفة للغاية.
تتطلع تسنيم الآن بشغف إلى الحصول على ترقية الدرجة الثانية الدولية، لتصبح أول حكم أردنية تحصل على هذا التصنيف المرموق. وهي مؤمنة بأن "لا تعب يضيع هباءً"، وأن الإصرار والاجتهاد سيثمران دائمًا.
تختتم تسنيم حديثها بتوجيه الشكر لكل من دعمها في رحلتها، مؤكدة أن دعم الأهل والاتحاد الأردني كان له الأثر الأكبر في تحقيق أحلامها. وتأمل تسنيم داوود أن تستمر في مسيرتها الملهمة، لتكون قدوة للعديد من الشابات الطموحات في الأردن والعالم العربي.