عمان - أخبار اليوم - ساره الرفاعي
وجّه الإعلامي حمزة العمايرة تهنئة قلبية لجميع الخريجين، مشيدًا بجهودهم وسهرهم لتحصيل الشهادات الجامعية، ومتمنيًا لهم التوفيق في هذه المرحلة الجديدة والمهمة من حياتهم. جاء ذلك في تصريح صحفي تناول فيه العمايرة التحديات التي تواجه الشباب بعد التخرج، داعيًا إلى رؤية واقعية وعمل دؤوب من الجميع لتجاوزها.
وأكد العمايرة أن مرحلة ما بعد التخرج ليست نهاية المطاف، بل هي بداية حقيقية، مشددًا على أن السنوات الجامعية تمثل "التأسيس النظري"، بينما الحياة العملية هي "اختبار واقعي ويومي للقدرة على الصمود والمواصلة والتطور". وعبر عن أسفه للواقع الذي يواجهه العديد من الشباب بعد تعليق شهاداتهم، حيث يجدون أنفسهم أمام "فراغ كبير" لا يشبه الوعود التي تلقوها خلال دراستهم أو في حفلات التخرج.
ولفت العمايرة إلى أن بعض الخريجين يضطرون للانتظار سنوات للعثور على فرصة عمل تتناسب مع طموحاتهم، بينما يعمل آخرون في مهن لا تمت بصلة لتخصصاتهم بهدف إعالة أسرهم أو تحقيق أدنى مستويات الاستقلال المالي. وأشار إلى وجودهم في "المقاهي والمطاعم، على دراجات التوصيل، وفي مراكز الاتصال، أو عالقين في دوامة البطالة المقنعة". وأكد أن هذه المهن ليست عيبًا بل "شرف في الكفاح وكسب الرزق بكرامة"، لكن المؤلم هو تحولها إلى مصير دائم بسبب غياب البدائل أو اقتصارها على "الواسطة أو شروط غير واقعية".
تحديات الشباب: ليس فقط البطالة، بل الإحباط وغياب الأفق
شدد العمايرة على أن أزمة الشباب اليوم تتعدى البطالة لتشمل "الإحباط وغياب الأفق". ودعا الشباب إلى عدم التوقف عند حدود الشهادة الجامعية، بل الاستمرار في تطوير الذات واكتساب المهارات المطلوبة لسوق العمل، مثل اللغات والبرمجة والتحليل والقيادة والتواصل. وقال: "الوظيفة الحلم لم تعد تُمنح ولكنها تُنتزع"، مشيرًا إلى أن من يريد العمل في مجاله عليه أن يصبح "الخيار الأفضل علمًا وسلوكًا وأداءً وأخلاقًا".
مسؤولية مشتركة: دور الحكومة والقطاع الخاص
لم يغفل العمايرة تحميل المسؤولية للحكومات المتعاقبة والحكومة الحالية، مؤكدًا على ضرورة خلق فرص عمل حقيقية لا وهمية تتماشى مع التحولات الاقتصادية والتكنولوجية، خاصة مع "غزو الذكاء الاصطناعي لسوق العمل". ودعا إلى "بناء سياسات تشغيل عادلة وتحفيز القطاع الخاص ليكون بيئة حقيقية للاستثمار في الشباب، لا حقلاً للاستغلال". كما طالب بـ"ضبط الشروط، مكافحة المحسوبيات، وضمان حقوق العاملين" في القطاع الخاص.
نصيحة للخريجين: اصنع لنفسك مكانًا
وختم العمايرة بتقديم نصيحة لكل خريج: "لا تنتظر أن يوظفك العالم، اصنع لنفسك مكانًا في التعلم والتطوير وبادر، وابق واقعيًا ولا تكف عن الطموح أبدًا". وحث على تقوى الله في كل عمل والسعي لخدمة الدين والوطن، وليس مجرد كسب الرزق.
وفي ملاحظة أخيرة، أشار العمايرة إلى أن "شبابنا واعد وجيد جدًا"، معربًا عن أسفه لاضطرار البعض منهم إلى الهجرة كوسيلة لطلب الرزق. وأكد أن الوطن أولى ببقائهم فيه، متمنيًا من القطاعين العام والخاص أن يطورا من تعاملهم مع الشباب وأن يخلقوا فرصًا لاستثمار عقولهم في الأردن، ليبقى الوطن "عاليًا وشامخًا".