أخبار اليوم - عادة ما تزداد الإصابات بفيروس الروتا بين الأطفال خلال أشهر الصيف وهو ما يثير موجة من الشائعات والمخاوف خصوصا مع الربط الخاطئ بين العدوى وبعض الأطعمة الشائعة كالخضار والفواكه.
ولعل أبرز الشائعات التي يتداولها الناس هي تسبب فاكهة البطيخ بانتقال فيروس الروتا، وهو ما نفته أخصائية التوعية والإعلام الصحي الدكتورة الصيدلانية روان عبدالسلام في تصريح إلى "الرأي".
وبينت أن البطيخ بريء من التسبب بعدوى الروتا، فالمشكلة تكمن في التلوث الخارجي وسوء ممارسات النظافة، وليس في الفاكهة بحد ذاتها.
وأشارت عبدالسلام إلى أن البطيخ لا يحتوي على فيروس الروتا، ولا ينشأ الفيروس من داخل لب الفاكهة، لكن وكما هو الحال مع أي فاكهة طازجة، فإن سطح القشرة قد يتلوث إذا لم يتم التعامل معه بشكل سليم، ما يجعل الفاكهة وسيلة غير مباشرة لنقل الفيروس في حال الإهمال.
ونوهت إلى أن العدوى تحدث غالبا نتيجة ملامسة الفم بعد لمس أسطح ملوثة ببراز شخص مصاب، أو من خلال استخدام أدوات مطبخ غير نظيفة عند تقطيع الفواكه، مما يجعل الأطفال تحديدا أكثر عرضة للإصابة.
وعن أهمية اتباع ممارسات النظافة الجيدة في المنزل، شددت على ضرورة غسل اليدين بالماء والصابون قبل وبعد تحضير الطعام أو تغيير حفاضات الأطفال، وتنظيف قشرة البطيخ جيدا بالماء الجاري، واستخدام أدوات مطبخ نظيفة مثل (سكين، لوح تقطيع) وعدم الخلط بينها وبين أدوات أخرى، كذلك حفظ البطيخ المقطّع في الثلاجة بوعاء محكم الإغلاق، وعدم ترك الفاكهة في درجة حرارة الغرفة لأكثر من ساعتين.
واعتبرت عبد السلام أن هذه الإجراءات لا تحمي فقط من فيروس الروتا، بل من أمراض معوية أخرى، مثل السالمونيلا والنوروفيروس، التي تنتشر أيضا في فصل الصيف.
وفيما يتعلق بتعريف فيروس الروتا، أشارت إلى أنه بحسب منظمة الصحة العالمية، هو فيروس معد بشدة يصيب الجهاز الهضمي، ويسبب أعراضا تشمل إسهالا مائيا حادا، وقيئا، وحمى، والاما في البطن، بالإضافة إلى فقدانا سريعا للسوائل (جفاف).
ووفق عبدالسلام، فإن الأطفال ما بين 3 أشهر إلى 5 سنوات هم الفئة الأكثر تأثرا، خصوصا في دور الحضانة والمدارس، حيث يسهل انتقال الفيروس من طفل إلى اخر، حيث أن الفيروس يمكن أن يظل معديا في براز المصاب لمدة تصل إلى 10 أيام بعد تحسن الأعراض، ويستمر على الأسطح غير المعقمة لأيام بل حتى أسابيع، كما قد يصاب كبار السن أو أصحاب الأمراض المزمنة بالفيروس، لكن بأعراض أخف نسبيا.
وأكدت توفر اللقاح المضاد لفيروس الروتا وأمنه وفعاليته، وتوفيره حماية من الأعراض الشديدة بنسبة تصل إلى 90%، مما يخفف من الحاجة لدخول المستشفى أو التعرض لمضاعفات الجفاف، مبينة أن الأردن بحسب وزارة الصحة يوفر اللقاح مجانا للأطفال ضمن برنامج التطعيم الوطني.
وعلى الرغم من إمكانية إصابة الطفل بالعدوى حتى بعد أخذ اللقاح، فإن الأعراض تكون خفيفة ولا تشكل خطرا على حياته، إذ يوصى بتطعيم الأطفال في الوقت المحدد، وعدم تأجيل الجرعات، خاصة في فصل الصيف الذي يشهد عادة زيادة في الحالات.
وتابعت عبدالسلام بأن معظم حالات عدوى الروتا لا تتطلب أدوية خاصة، ويتم التعامل معها منزليا من خلال شرب كميات كبيرة من الماء والسوائل، و إعطاء الطفل محلول الإماهة الفموية (ORS)، ومتابعة درجة حرارة الجسم وعدد مرات الإخراج، لكنها حذّرت من تجاهل علامات الجفاف، مثل جفاف الفم، قلة التبول، البكاء بدون دموع، والخمول، حيث يجب التوجه مباشرة إلى أقرب مركز صحي أو طوارئ في مثل هذه الحالات.
ولفتت إلى أن الصيف لا يعني التوقف عن تناول الفاكهة، بل رفع مستوى النظافة والوعي، والوقاية تبدأ من البيت، ومن السلوكيات الصحية البسيطة.