عمان - أخبار اليوم - تالا الفقيه
حذّرت الاستشارية النفسية الأسرية والتربوية حنين البطوش من الآثار السلبية المترتبة على الإفراط في استخدام الأطفال للألعاب الرقمية، مشددة على أهمية تحقيق توازن تربوي سليم بين الألعاب الرقمية والتقليدية لضمان نمو نفسي واجتماعي متكامل للأطفال.
وأوضحت البطوش أن الألعاب الرقمية، رغم ما تحققه من تنمية لمهارات معرفية مثل حل المشكلات وسرعة البديهة والتفكير الاستراتيجي، إلا أن الإفراط فيها يؤدي إلى عزلة اجتماعية، ضعف في المهارات العاطفية والاجتماعية، تقلبات مزاجية، وحتى بوادر الإدمان، مضيفة أن هذا الاستخدام المفرط قد يؤثر سلباً على النوم، والتحصيل الدراسي، والعلاقات الأسرية.
وأكدت أن الاعتماد الكبير على اللعب الرقمي يقلل من فرص الطفل في استكشاف العالم الحقيقي وتطوير تجارب حياتية متعددة، مما يترك فجوات واضحة في شخصيته ويضعف قدرته على التكيف مع تحديات الحياة الواقعية.
وحول أهمية اللعب التقليدي، أشارت البطوش إلى أن غياب الأنشطة الحركية والاجتماعية يحرم الطفل من مهارات أساسية مثل التوازن الجسدي، التفاعل الاجتماعي، التعاون، وتكوين الصداقات، موضحة أن هذا النقص قد يؤدي إلى مشاكل صحية كالسمنة أو ضعف البنية، إضافة إلى صعوبات في فهم الإشارات الاجتماعية وبناء علاقات سوية.
ودعت البطوش إلى بناء بيئة متوازنة ومتكاملة للطفل تجمع بين فوائد اللعب الرقمي وأهمية الأنشطة الواقعية، من خلال وضع ضوابط واضحة لاستخدام الشاشات بحسب الفئة العمرية، إلى جانب تشجيع اللعب النشط والأنشطة العائلية التشاركية التي تعزز الروابط العاطفية وتحمي الصحة النفسية للطفل.
كما شددت على أهمية مراقبة المحتوى الرقمي والتفاعل مع الطفل فيما يخص ما يشاهده ويتعلمه، إضافة إلى دور الأهل النموذجي في الاستخدام الواعي للتكنولوجيا وممارسة أنشطة متنوعة، ليكونوا قدوة حسنة في بناء نمط حياة متوازن.
واختتمت البطوش بالتأكيد على أن التوازن بين اللعب الرقمي والتقليدي ليس ترفاً، بل ضرورة لحماية الأجيال القادمة من آثار نفسية وسلوكية قد تؤثر على مستقبلهم واندماجهم في المجتمع الواقعي.