أبو حسنة : إسقاط المساعدات لن ينهي المجاعة في غزة .. والمطلوب فتح المعابر

mainThumb
أبو حسنة : إسقاط المساعدات لن ينهي المجاعة في غزة.. والمطلوب فتح المعابر

29-07-2025 09:56 AM

printIcon

أخبار اليوم - أكد المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، عدنان أبو حسنة، أن عمليات إسقاط المساعدات عبر الطائرات "لا يمكن أن تواجه المجاعة الحقيقية المنتشرة في قطاع غزة"، مشددًا على أن الأزمة باتت تتطلب استجابة إنسانية حقيقية وجذرية تبدأ من فتح المعابر وتدفق الشاحنات إلى القطاع المحاصر.

وقال أبو حسنة في تصريحات خاصة لـ "فلسطين أون لاين " أمس: "نحن نتحدث اليوم عن مليوني فلسطيني، معظمهم مجوّعون ويعانون من مستويات مختلفة من سوء التغذية. عمليات الإسقاط الجوي هي عمليات محدودة لن تستطيع على الإطلاق مواجهة هذا التطور الدراماتيكي الخطير".

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق، أول من أمس، أن عمليات إسقاط المساعدات التي تنفذها دول أجنبية ستُستأنف "كجزء من الجهود الجارية للسماح بدخول المساعدات إلى غزة وتسهيل وصولها"، على حد زعمه.

فتح المعابر

وأشار أبو حسنة إلى أن هناك 6 معابر برية بين (إسرائيل) وقطاع غزة، "تستطيع (إسرائيل) أن تُدخل من خلالها ألف شاحنة يوميًا إلى القطاع إذا أرادت، وإذا وُجد قرار سياسي واضح في هذا الاتجاه، وعندها فقط يمكن الحديث عن مواجهة المجاعة"، مؤكدًا أن "الحديث عن مواجهة المجاعة عبر الإسقاط الجوي غير صحيح".

وأضاف: أن "ما هو مطلوب لإنهاء المجاعة يتمثل أولًا في فتح المعابر والسماح بتدفق الشاحنات إلى قطاع غزة". وتابع: "لدينا 6000 شاحنة تكفي قطاع غزة لثلاثة شهور. ويجب أن تتضمن هذه المساعدات مكملات غذائية ومدعمات وأدوية، والكثير من المواد الأساسية التي يحتاجها الأطفال والرضع والنساء الحوامل".

وأشار إلى أن "المواد الغذائية يجب أن تكون متنوعة، وألا تقتصر فقط على الطحين والأرز، بل يجب أن يكون هناك تنوع حقيقي في المواد الغذائية التي تدخل إلى غزة"، مشددًا على ضرورة إدخال "قطع غيار لمحطات تحلية المياه، ومحطات الصرف الصحي، وكذلك إدخال الوقود بشكل حقيقي، لأنه في حال نفاد الوقود، تتوقف الحياة في غزة".

وحذّر أبو حسنة من أن "هذه أساسيات لا يمكن تأجيلها، ويجب أن تدخل إلى غزة قبل الغد، لأن استمرار الوضع كما هو عليه يعني اتساع رقعة المجاعة بشكل أكبر وتهديد كل مقومات الحياة".

وأشار إلى أن هناك "ضغطًا دوليًا كبيرًا يتصاعد"، لافتًا إلى أن "رئيس الوزراء البريطاني تحدث عن المجاعة، وكذلك الرئيس الفرنسي، وهناك رؤية عالمية ضاغطة تتشكل لوقف الكارثة في غزة، لأن ما يحدث تجاوز كل حدود المنطق".

وأكمل حديثه: "العالم بدأ يدرك الصورة، ويفهم خطورة الوضع، لكن ما نريده هو أن تكون عملية إدخال المساعدات عملية مستمرة، وأن يكون هناك تدفق دائم لا يقل عن 500 شاحنة يوميًا، ولفترة طويلة من الزمن، حتى يمكن مواجهة حالة المجاعة. لا نريد أن تبقى الأمور مرهونة بإجراءات رمزية هدفها فقط إظهار إدخال مساعدات محدودة أمام الإعلام".

فشل المؤسسة الأميركية

وشدد أبو حسنة على ضرورة "أن تسمح (إسرائيل) بفتح المعابر بشكل حقيقي، فهي تملك 6 معابر، ويمكنها فتح 3 منها لإدخال 600 شاحنة يوميًا، وهذا ممكن إذا توفرت الإرادة السياسية".

وأشار إلى أن (إسرائيل) اعترفت مؤخرًا بأن المنظومة الأممية هي التي لديها القدرة إدخال المساعدات، وهي منظومة جاهزة وفعالة. وهذا الاعتراف يعني فشل مؤسسة غزة الإنسانية الأميركية، التي تسببت بمقتل المئات من طالبي المساعدات".

وختم قائلاً: "الاعتراف بفعالية وكفاءة المنظومة الأممية أمر مهم جدًا، ولكن الأهم أن يستمر تدفق المساعدات بشكل منتظم، وألا تتوقف العملية أو تكون محدودة وموسمية. ما نراه اليوم لا يكفي، ولا يمكن اعتباره حلًا حقيقيًا أو دائمًا لحالة المجاعة التي نعيشها".

ويأتي الإعلان عن إسقاط مساعدات في وقت يتصاعد فيه التنديد الدولي باستمرار (إسرائيل) في منع تدفق المساعدات إلى الفلسطينيين المحاصرين في القطاع مما تسبب في تفشي المجاعة بينهم.

وتزايدت في الأيام القليلة الماضية حالات الوفاة في قطاع غزة بسبب سوء التغذية في ظل القيود التي تفرضها (إسرائيل) على دخول المساعدات.

وارتفعت حصيلة الضحايا من المجوّعين إلى 122 شهيدا بينهم 83 طفلا منذ بداية الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023. واتهمت أطراف دولية عدة (تل أبيب) باستخدام التجويع سلاحا في إطار حربها المستمرة على غزة.

 فلسطين أون لاين