الهدمي: الأقصى في أخطر مراحل تهويده

mainThumb
الهدمي: الأقصى في أخطر مراحل تهويده

03-08-2025 02:45 PM

printIcon

فلسطين المحتلة - أخبار اليوم


حذر ناصر الهدمي، المختص في شؤون القدس والأقصى من أن اقتحام المستوطنين باحات المسجد الأقصى المبارك اليوم الأحد، يتجاوز كونه مجرد اقتحام عابر، ليشكل خطوة خطيرة في مخطط تهويدي يسعى لفرض سيطرة الاحتلال التوراتية والسياسية على المسجد.

وتستعد منظمات "الهيكل" الصهيونية صباح اليوم، لتنفيذ اقتحام هو الأوسع في تاريخ المسجد الأقصى المبارك، في ذكرى ما يسمى بـ"خراب الهيكل". حيث تحشد هذه المنظمات آلاف المقتحمين تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال، في محاولة لكسر الرقم القياسي المسجل العام الماضي، وترسيخ الوجود الصهيوني داخل المسجد بقوة الأمر الواقع.

ومنذ أيام، تجري استعدادات مكثفة داخل القدس المحتلة، بتنسيق بين بلدية الاحتلال ومنظمات متطرفة، هدفها تحويل المناسبة إلى خطوة استراتيجية جديدة في مسار التهويد.

ويؤكد الهدمي أن ما يحدث ليس مجرد اقتحام عابر، بل محطة مفصلية في مشروع تقسيم الأقصى والسيطرة عليه، تدار بعقلية استعمارية تستثمر اللحظة السياسية والميدانية لفرض وقائع دائمة على الأرض.

وبحسب الهدمي، فإن الاحتلال بات يتعامل مع المسجد الأقصى باعتباره ساحة معركة يجب حسمها. إذ لم يعد وجود شرطة الاحتلال مقتصرا على الحماية، بل تحول إلى أداة إدارية وعسكرية تتحكم في الزمان والمكان وتمنح المقتحمين المستوطنين صلاحيات توراتية كاملة، بينما يمنع المسلمون من التواجد، ويطرد المرابطون.

يؤكد أن مبدأ "الستاتيكو" الذي طالما تمسّكت به الأوقاف الإسلامية والمملكة الأردنية، لم يعد له وجود فعلي، بعدما نجح الاحتلال في قلب معناه من تثبيت السيادة الإسلامية إلى فرض شراكة صهيونية قسرية داخل الأقصى، يتحكم الاحتلال بموجبها في المداخل والمصليات وأوقات الصلاة والحركة داخله.

وأشار إلى أن الاقتحامات اليوم تجري وفق برنامج زمني ثابت، وتمتد لساعات طويلة، بينما تخصص مناطق كاملة للصلوات التلمودية تحت حماية قوات الاحتلال، في ترجمة صريحة لمخطط التقسيم المكاني والزمني. ويردف "الاحتلال لا يعلن رسميا هذا التقسيم، لكنه ينفذه عمليا، ويعززه يوما بعد يوم تحت مسميات أمنية وإدارية".

وما زاد من خطورة المشهد، وفق الهدمي، هو احتضان بلدية الاحتلال في القدس لمؤتمرات تحريضية، ودعمها الرسمي لمنظمات تدعو علنا إلى هدم المسجد وبناء الهيكل المزعوم. هذه الرعاية لم تعد خجولة، بل أصبحت شراكة معلنة توظف فيها مؤسسات الدولة لخدمة أجندة توراتية متطرفة.

يشير الهدمي إلى أن الاحتلال نجح في تحييد القانون الدولي بشكل شبه كامل، رغم أن القرارات الدولية من عام 1929 حتى اليوم نصت بوضوح على أن المسجد الأقصى وساحة البراق ملك خالص للمسلمين، ولا يملك الاحتلال فيه ذرة تراب واحدة. ومع ذلك، لا تجد هذه القرارات من يطبّقها أو يدافع عنها.

ويضيف أن ما جرى بعد عدوان الاحتلال على قطاع غزة عزز هذه المعادلة. فدولة الاحتلال وجدت أن المجتمع الدولي صامت، والأنظمة الرسمية غير قادرة أو غير راغبة في الوقوف بوجه مشروعها، ما فتح لها المجال لتوسيع عدوانها على المسجد الأقصى دون رادع.

وفي ظل هذا المشهد المأزوم، يرى الهدمي أن الأمل الوحيد المتبقي هو في صمود أهل القدس، ورباطهم المستمر رغم البطش والإبعاد والاعتقال. فهؤلاء، كما يقول، هم من يفشلون الاقتحامات ويؤخرون التهويد بأجسادهم وكلمتهم وإصرارهم، كما يفعل الداخل الفلسطيني وغزة التي قدمت الغالي من أجل الأقصى.

ويؤكد أن موظفي الأوقاف يعانون من ملاحقات مستمرة، وإبعاد عن المسجد دون أي حماية فعلية من إدارتهم، مما أضعف وجودهم الميداني، وفتح الباب أمام الاحتلال لفرض سلطته الكاملة تدريجيا.


فلسطين أون لاين 

ويشير إلى أن المدينة المقدسة بأكملها تعيش حالة من الحصار والتضييق، جراء الممارسات اليومية لقوات الاحتلال، التي حولت القدس إلى ثكنة عسكرية، وأفرغت البلدة القديمة من روحها وسكانها تدريجيا، عبر القمع والاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية.

ويشدد الهدمي على أن ما يجري في الأقصى اليوم ليس نهاية المطاف، بل بداية مرحلة جديدة من التهويد العلني، تسعى فيها سلطات الاحتلال إلى حسم الصراع من طرف واحد، وتقسيم الأقصى رسميًا وتحويله إلى مركز توراتي يهودي.

ويؤكد المختص المقدسي، أنه رغم من مساعي الاحتلال الخطيرة، لكن ما زال في القدس من يقاوم مخططات الاحتلال. متابعا "ما دام الرباط قائما، فإن الحسم لن يكون سهلا كما يظنون".