د. حسن البراري
دخل الاحتلال الإسرائيلي مرحلة جديدة عنوانها التدمير الشامل والإعداد المنهجي للتهجير. وعليه، نحن أمام لحظة مفصلية تدار بعقل استراتيجي بارد، لا مكان فيها للصدف أو الرهانات على الحظ.
وهنا، نحذر من مغبة الوقوع في فخ التحليلات السياسية والعسكرية الساذجة التي تستند إلى ما تنقله الصحافة الإسرائيلية من تباينات داخلية دون وعي أو تدقيق أو فهم للمجتمع السياسي الإسرائيلي. فهذه الاختلافات لا تعكس تصدعات في جدار تطرفهم ووحشيتهم كما نتمنى، بل هي اختلافات في الأسلوب لا في الهدف، فجميعهم يعزفون ذات اللحن: التخلص من الفلسطينيين. من هنا ينبغي علينا ألا نقرا هذه التجاذبات والتدافع السياسي بعين ثقافتنا التي اعتادت أن تجعل من الاختلاف مناسبة للإقصاء والإلغاء، فهم مختلفون في الشكل، متحدون في الغاية.
في الشهرين القادمين، ستبلغ المرحلة ذروة الصعوبة، ولذلك فإن إدارة الموقف من قبل المعنيين في حماس، وفي الساحة الفلسطينية عموماً، تقتضي فهماً عميقاً لأمرين اثنين: أولاً، لا مدد حقيقي سيأتي من الخارج، ولا ضغط دولي يمكن له أن يصنع الفارق عسكريا أو سياسيا. ثانياً، وهو الأهم، ينبغي أن يكون الهدف الاستراتيجي التثبّت بالأرض، وهذا لن يتحقق إلا بوقف الحرب والتوقف مليا عند فقه الأولويات.