عابد : حقوق ذوي الإعاقة بغزة تُسحق تحت حرب الإبادة

mainThumb
عابد : حقوق ذوي الإعاقة بغزة تُسحق تحت حرب الإبادة

11-08-2025 09:51 AM

printIcon

أخبار اليوم - وقال في تصريحات خاصة: "نسبة الأشخاص ذوي الإعاقة عالميًا تصل إلى نحو 15% من السكان، ومع ذلك لم نرَ أي تضامن يُذكر من المجتمعات أو المؤسسات المعنية بهم تجاه نظرائهم في غزة، ولم تُنظم وقفة تضامنية واحدة، ولم يصدر تنديدٌ واحدٌ واضحٌ لما يتعرض له ذوو الإعاقة في القطاع من جرائم وانتهاكات."

وأوضح عابد أن مراكز الإيواء في غزة تحولت إلى أماكن غير صالحة للحياة، خصوصًا لذوي الإعاقة، حيث لا توجد تسهيلات بيئية أو خدمات تأهيلية أو نفسية أو حتى أدوات مساعدة، سواء للأشخاص ذوي الإعاقات الحركية أو الحسية أو الذهنية.

وأضاف: "يفتقر الأشخاص ذوو الإعاقة في مراكز الإيواء إلى البيئة الشاملة والدامجة التي تُراعي احتياجاتهم، فالمرافق غير مهيأة، ولا تتوفر كراسي متحركة أو أدوات حركة، ولا برامج دعم نفسي أو إرشاد حسي، ولا حتى طواقم متخصصة مثل أخصائيي العلاج الطبيعي أو النطق أو الإرشاد النفسي."

وأشار عابد إلى أن الإعاقات المختلفة تُعاني من نقص حاد في وسائل التكيّف والتواصل، فالأشخاص ذوو الإعاقة البصرية لا يجدون أدوات مثل العصا البيضاء أو مطبوعات بطريقة برايل، والمكفوفون يفتقدون التوجيه الحسي. كما لا تتوفر خدمات ترجمة للصم أو أجهزة تضخيم الصوت، ولا توجد وسائل إيضاح بصرية مناسبة، أما الأشخاص ذوو الإعاقات الحركية فالمراكز غير مهيّأة أصلًا لاستقبالهم.

جريمة كبرى

وبين الاتفاقيات الدولية والواقع فجوة بحجم الجريمة ـبحسب عابدـ فالاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة تُلزم، في مادتها (26)، الدول الموقعة باتخاذ تدابير فعالة لضمان حق الأشخاص ذوي الإعاقة في الوصول إلى أقصى قدر من الاستقلالية. كما تُلزم المادة (11) منها بتوفير الحماية والدعم اللازمين في حالات الطوارئ.

وتنص المادة (9) على ضرورة تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من الوصول إلى البيئة المادية، والمعلومات، والخدمات العامة، بما في ذلك أماكن الإيواء. كما تؤكد المادة (28) على "الحق في مستوى معيشي لائق يشمل الغذاء والمأوى والرعاية الصحية".

ورغم ذلك، فإن الواقع في غزة يُظهر غيابًا تامًا لهذه الالتزامات بسبب حرب الإبادة، في ظل نقص البرامج التأهيلية، وانعدام التكيّف البيئي، وغياب الدعم النفسي والاجتماعي، وعدم توفير احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة من المساعدات الأساسية.

توصيات عاجلة

ودعا عابد إلى اتخاذ خطوات عملية على الأرض، تشمل: إعادة تأهيل مراكز الإيواء لتراعي جميع أنواع الإعاقة، توفير وسائل الحركة، وأدوات التواصل، والمعلومات المُيسرة، تدريب العاملين في مراكز الإيواء على التعامل الإنساني والمهني مع ذوي الإعاقة.

وطالب بإشراك منظمات الأشخاص ذوي الإعاقة في تصميم ومتابعة برامج الدعم والتأهيل، ضمان وصول أدوات النظافة والمساعدات الغذائية والدوائية الخاصة بالإعاقات، توفير تعليم خاص وأكاديمي، وعلاج نطق، وتأهيل شامل، وأدوات تعليمية، وغرف صفية مهيّأة.

في غزة، لا يواجه ذوو الإعاقة فقط قسوة الاحتلال، بل أيضًا تواطؤ العالم بصمته، في خيام تفتقر للحد الأدنى من مقومات الحياة، يعيشون في عزلة، ويقاومون بالإرادة وحدها، في وقت تُغلق فيه الأبواب، وتُهمل فيه المواثيق، وتُكسر فيه القوانين، فهل تتحرك الضمائر قبل أن يُمحى ما تبقى من إنسانيتهم؟

 فلسطين أون لاين