أخبار اليوم – صفوت الحنيني - قال النائب السابق الدكتور محمد أبو هديب إن مفهوم "رجل الدولة" بات ملتبسًا في الشارع الأردني، حيث يعتقد كثيرون أن المقصود به كبار الموظفين أو من تولوا مناصب وزارية أو نيابية أو مدنية وأمنية، بينما الحقيقة أن رجل الدولة هو صاحب الرؤية الثاقبة، الذي يغلب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية أو الوظيفية، ويملك استشرافًا للمستقبل وحسًا وطنيًا في رعاية مصالح الشعب والأجيال القادمة.
وأضاف أبو هديب أن الحديث مؤخرًا عن غياب رجال الدولة عن المشهد غير دقيق، مبينًا أن السبب لا يعود إلى عزوفهم عن الدفاع عن الوطن، وإنما إلى طريقة إدارة الإعلام الرسمي الذي حصر الحضور الإعلامي على مجموعة لا تتجاوز خمسة أو ستة أشخاص، يظهرون بشكل متكرر في مختلف القنوات، ويتحدثون في السياسة والاقتصاد والزراعة والشؤون الاجتماعية، وكأنهم وحدهم المعنيون بالتصدي لقضايا الوطن.
وأشار إلى أن تأثير هؤلاء الأشخاص في المجتمع كان أقل بكثير مما توقع من استدعاهم، مؤكدًا أن المسألة ترتبط بمن يدير دفة الإعلام أكثر مما تتعلق بغياب رجال الدولة أو السياسيين الوطنيين. وقال: "حتى البرلمان ومجالس الأعيان تم تهميشهم، فلم يُستدعَ رؤساء اللجان المختصة مثل لجنة الشؤون الخارجية أو الإعلام للحديث، رغم أنهم معنيون بالدرجة الأولى."
وشدد أبو هديب على أن هناك الكثير من الشخصيات الوطنية ذات الكفاءة والقبول المجتمعي، القادرة على تمثيل الدولة الأردنية إعلاميًا بأفضل مما يُقدَّم حاليًا، لكن استدعاء ذات الأسماء المتكررة يعكس قصورًا في الرؤية الإعلامية الرسمية.
وختم بالقول إن الأردن بحاجة إلى إعلام دولة وطني، لا إعلام تبريري، إعلام يعكس صورة الدولة بما تستحق، ويتيح المجال أمام الأصوات الوطنية المخلصة، التي تدافع عن الأردن بحسها الوطني لا طمعًا في منصب أو مكافأة