21 خربة أثرية في الطفيلة تنشد الدعم

mainThumb
21 خربة أثرية في الطفيلة تنشد الدعم

27-08-2025 02:03 PM

printIcon

أخبار اليوم - تحتضن محافظة الطفيلة مواقع أثرية تعود إلى عصور الحضارات النبطية والرومانية، مما يجعلها وجهة سياحية واعدة يمكنها من دعم الاقتصاد المحلي ووضع المحافظة على خارطة السياحة الأثرية، حيث تضم 21 خربة تحمل جميعها إرثاً ثقافياً غنياً.

ويساهم تطوير هذه المواقع في جذب الزوار، وخلق فرص عمل للشباب، وتعزيز مكانة الطفيلة كمركز سياحي أثري، حيث يرى مؤرخون ومهتمون بالشأن التاريخي أن هذه الخرب تشكل جسراً زمنياً يربط الحاضر بالماضي، وتعكس حياة دينية واجتماعية نابضة، مما يجعلها مصدراً للفخر الوطني والجذب السياحي.

وتقع خربة التنور ،كواحدة من هذه الخرب، شمال الطفيلة بين وادي الحسا واللعبان، على هضبة تطل على البحر الميت، حيث كانت مركزاً دينياً نبطياً مقدساً، وشيدت من حجارة مستطيلة، حيث تضم ساحة مبلطة، وهيكلاً غربياً، ومذبحاً محاطاً بأعمدة مزخرفة، وتماثيل لآلهة كأترعتا، وزخارف تصور نسراً يصارع أفعى، ورؤوس أسود، وأكاليل ورود.

ويصف الدليل السياحي محمد الخوالدة جمال هذه الخرب كانها تحف فنية تستحق الدعم، مشيراً إلى توقفه الطويل أمام تفاصيلها الدقيقة في كل مرة يمر بجانبها، فهي تُعبّر عن إبداع الحضارات القديمة في النحت والإبداع، مما يجعلها مكان جذب ناجح للسياح الباحثين عن أصالة التاريخ.

وتوجد خربة الذريح في وادي اللعبان، على طريق الطفيلة-الكرك، كواحدة من الخرب القديمة جدا في المحافظة، وتعود إلى 6000 ق.م، مع استيطان مستمر حتى العصر الروماني، حيث كشفت تنقيبات بدأت عام 1984 عن هيكل ديني بطول 150 متراً، يضم ساحتين، ومعبداً مزيناً بزخارف جصية، وقدس أقداس مخصص للتضحية، ومنصة للأنصاب، وأفاريز تمثل الأبراج.

ويؤكد كتاب تاريخ الطفيلة للمؤرخ الدكتور عيال سلمان أن الطفيلة كان لها دور كبير كمركز تجاري وديني على طرق القوافل، وأنها احتضنت حضارات قديمة وأماكن سياحية أثرية ذات طابع معماري متميز وتاريخي قديم.

وتشمل الطفيلة خرباً أخرى كبصيرا، والفريديس، وعابور، ونوخة، وسلوان، وغرندل، وحذيفة، وجنين، والنحاس، والصيره، والعلمي، ورواث، ونقد، وعفرا، والجذع، وعيمة، وضباعة، وأرحاب، والتوانه، والنصرانية، والعيص، والمشميل، وكركا.

ورغم أن معظمها لم يخضع لتنقيبات موسعة، إلا أنها تحمل إمكانات سياحية هائلة، وأن استثمار هذه المواقع يعزز الهوية الثقافية، ويدعم الاقتصاد عبر السياحة المجتمعية، لا سيّما وأن المحافظة تحتضن تنوعا كبيرا للخرب في طريقة بنائها وتاريخها الزمني والحضارات التي تعاقبت عليها.

 

الرأي