أخبار اليوم – تالا الفقيه – قال الخبير التربوي نور الدين نديم إن نتائج امتحان الثانوية العامة لعام 2025، والتي جرت لأول مرة وفق النظام الجديد القائم على تقسيم التوجيهي إلى سنتين، تكشف عن مؤشرات مقلقة تتعلق بمخرجات التعليم في الأردن.

وأوضح نديم أن طلبة مواليد 2008 الذين تقدموا للامتحان هذا العام والبالغ عددهم نحو 136 ألف طالب وطالبة، اجتازوا أربع مواد إلزامية تمثل 30% من العلامة النهائية، على أن يستكملوا العام المقبل أربع مواد تخصصية تمثل 70% من العلامة.

وبيّن أن النتائج أظهرت أن طالبًا واحدًا فقط حصل على العلامة الكاملة (30 من 30)، فيما حصل 80 طالبًا على 29، بينما الغالبية العظمى كانت معدلاتهم أقل من 20، معتبرًا أن ذلك مؤشر خطير على ضعف المخرجات بعد 12 عامًا من التعليم المدرسي.

وأكد نديم أن النظام الجديد أدخل الطلبة وذويهم في متاهة حسابية ونفسية، وأفقدهم الحافز والدافع، حيث يشعر الطالب الذي حصل على علامة متدنية أن فرصه باتت محدودة حتى لو اجتهد في العام المقبل. وأضاف أن هذا الوضع يفاقم الضغط على الأسر ويفتح الباب أمام أعباء التعليم الموازي والخاص نتيجة تزاحم المعدلات في القبول الموحد.

وأشار إلى أن هذه النتائج تعكس أزمة أعمق في المنظومة التعليمية، بدءًا من المراحل ما قبل المدرسية وصولًا إلى المرحلة الثانوية، لافتًا إلى أن التسرب من التعليم بعد الصف العاشر يزيد الصورة قتامة.

وختم نديم بالقول: "علينا أن نقرع جرس الإنذار، فطلابنا بعد 12 عامًا من التعليم ما زالوا يواجهون مشاكل في التعامل مع ورقة الامتحان، وفي إدارة الوقت، وفي القدرة على التحليل والفهم، وهو ما يتطلب مراجعة شاملة وحقيقية للمنظومة التعليمية بأكملها".